تواصل، أمس، ''الهجوم الكبير'' لمقاتلي الجيش الحر على عدة أحياء في حلب بشكل واسع وكثيف وأكثر عنفا، واستهدف أحياء خاضعة للجيش النظامي لم يسبق أن شهدت مواجهات بهذه الضراوة، غير أن الجيش الحر لم يتمكن من تحقيق تقدم حاسم، كما تحدث قادته بذلك قبل بداية الهجوم. وذكرت وكالة فرانس برس ''حقق المقاتلون المعارضون تقدما على جبهات عدة في حلب من دون تحقيق اختراق مهم''. حيث أفادت وكالة ''سانا'' أن ''الأجهزة الأمنية اشتبكت مع مجموعات إرهابية مسلحة في بستان الباشا في حلب وأوقعت أفرادها بين قتيل وجريح''. كما أعلنت قناة ''الميادين'' عن ''مقتل 16 مسلحا من ''جبهة النصرة'' في حي الشيخ مقصود في حلب بعد تسلل 40 منهم إليه''. وأشارت إلى ''أن الجيش السوري سيطر على حي مقصود بعد انسحاب بقية مجموعة جبهة النصرة''. على الطرف الآخر ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن معارك اندلعت على نطاق ''غير مسبوق'' و''على عدة جبهات'' أمس، وأكد مصدر عسكري لوكالة فرانس برس أن معارك عنيفة اندلعت فجر أمس في أحياء العرقوب وميسلون (شرق) على مدى ساعات عدة. وأشار المصدر إلى أن مقاتلي المعارضة حاولوا ''مرات عدة'' مساء أول ومن جبهات عدة اقتحام ساحة سعد الله الجابري وسط المدينة، إلا أنهم لم ينجحوا في ذلك. ويغطي الدخان الأبيض الناتج عن القصف والمعارك الواقعة في شمال سوريا. وقال أبو فراس، الضابط المنشق وأحد قادة لواء التوحيد المعارض الأكبر في حلب، لوكالة فرانس برس أمس ''هذا المساء، إما أن تكون حلب لنا أو نهزم''. وفي دمشق قامت القوات النظامية السورية باقتحام أحياء يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في شمال العاصمة فى هجوم تخللته اعتقالات وتدمير منازل، حسبما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان وناشطون. وقال المرصد إن ''القوات النظامية تقوم باقتحام أحياء برزة وجوبر والقابون بمدينة دمشق''، مشيرا إلى أن هذه العملية ''رافقها قطع للطرق المؤدية للحي وعمليات دهم وتكسير للمنازل واعتقالات طالت أعدادا من المواطنين في حي برزة''. بالموازاة أعلنت قناة الإخبارية السورية عن اختطاف مجموعة إرهابية مسلحة مفتي درعا والسويداء رزق أبو زيد من أمام منزله في درعا البلد وتم إجباره على دخول الأراضي الأردنية. على صعيد آخر أعرب كل من الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، والأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، والمبعوث الدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، أول أمس، عن خشيتهم من تحول سوريا إلى ''ساحة معركة إقليمية''، بحسب ما أفاد متحدث باسم الأممالمتحدة. والتقى المسؤولون الثلاثة في مقر الأممالمتحدة للتأكيد على ''الضرورة الحيوية للمجتمع الدولي في أن يتوحد لدعم مهمة الإبراهيمي''. وفي السياق، مرر مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، أمس، قرارا يدعو إلى محاكمة مرتكبي جرائم الحرب وانتهاكات حقوق الإنسان في سوريا. ويشير القرار إلى فشل السلطات السورية في إحالة منتهكي حقوق الإنسان إلى العدالة ويطرح ''احتمال اللجوء إلى القضاء الدولي''، وينظر إليه باعتباره مؤشرا على احتمال إقدام منظمة الأممالمتحدة على اتخاذ إجراء قانوني في المستقبل فيما يتعلق بهذه القضية. من جهته أعلن وزير الدفاع الأمريكي أن دمشق نقلت أسلحة كيماوية ولكن إلى أماكن آمنة.