اقتحم الجيش السوري، أمس، حي صلاح الدين أبرز الأحياء الحلبية التي يتمركز بها الجيش الحر، معلنا بذلك بداية ''معركة الحسم''، الهجوم ''الرهيب'' الذي توعد به المعارضة المسلحة بعد أن استكمل حشد قواته وتطويق المدينة واستنزاف الذخيرة والمؤونة لدى مقاتلي الجيش الحر المنهكين جراء القصف الجوي والمدفعي المتواصل على معاقلهم داخل المدينة. وقال مصدر أمني فرنسي لوكالة الأنباء الفرنسية ''بدأ الهجوم فعليا''، مضيفا أن الجيش يتقدم من أجل تقسيم الحي إلى شطرين، واستعادته ستستغرق وقتا قصيرا، حتى لو بقيت بعض جيوب المقاومة. إلا أن الجيش الحر نفى سيطرة الجيش النظامي على حي صلاح الدين الاستراتيجي، وأكد قائد كتيبة ''نور الحق'' في الجيش السوري الحر، النقيب واصل أيوب، في اتصال هاتفي من حلب مع وكالة فرانس برس، أن الجيش الحر لم ينسحب من الحي، موضحا أن الجيش النظامي موجود في مساحة تقل عن 15 بالمئة من صلاح الدين. وذكر أن محاولات التقدم مستمرة، مشيرا في الوقت نفسه إلى صعوبة شن هجوم مضاد من الجيش الحر بسبب وجود القناصة المنتشرين في كل مكان. وأشار قائد كتيبة ''نور الحق'': ''اقتحمت القوات النظامية حي صلاح الدين من جهة شارع الملعب في غرب المدينة بالدبابات والمدرعات''. من جهته أوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان له أنه ''لا تزال الاشتباكات العنيفة تدور داخل حي صلاح الدين بين مقاتلين من الكتائب الثائرة والقوات النظامية التي اقتحمت الحي''، مشيرا إلى أنها الاشتباكات الأعنف منذ بدء المواجهات في حلب قبل ثلاثة أسابيع. وبخصوص نفاد الذخيرة من المعارضة المسلحة قال أبو جميل - وهو من مقاتلي الجيش الحر المدافعين عن المدينة- ''ليس لدينا ذخيرة كافية نرسلها إلى خط الجبهة''، أما القائد الميداني في الجيش الحر المدعو ''أبو علي'' فقال ''إن الاتصالات السيئة والقصف الشديد زادا من صعوبة إرسال تعزيزات إلى جبهة القتال''، مضيفا أن ''دبابات الأسد تتقدم وتقصف مواقع المعارضين ثم تتراجع''. وفي وصفه لوتيرة المعارك الدائرة بين الطرفين، قال الشيخ توفيق، وهو أيضا قائد في الجيش السوري الحر لوكالة رويترز للأنباء: ''كل يوم الهجمات من الجيش السوري تصبح أكثر شراسة''، وتابع ''النظام يعتقد أنه سيكون إحراجا كبيرا له إذا لم يتمكن من اقتحام صلاح الدين، إنه البوابة إلى حلب. إذا تمكن من الدخول من هذه المنطقة فإن كل مراكز الشرطة المحررة ونقاط التفتيش والأماكن الأخرى داخل حلب ستصبح تحت سيطرتهم''. من ناحية أخرى قال مراسل الجزيرة في حلب إن قوات الجيش الحر اقتحمت مبنيي الأمن الجنائي والجيش الشعبي، وقتلت وأصابت أكثر من عشرين عنصرا من الأمن والشبيحة. وأضاف أن عدة أحياء في المدينة تتعرض لقصف بالطائرات والدبابات. من جهة أخرى نفت موسكو مقتل جنرال روسي في دمشق على يد الجيش السوري الحر كما تداولته بعض المواقع الإلكترونية. الأردن يؤكد دخول حجاب أراضيه أعلنت الحكومة الأردنية أن رئيس الوزراء السوري المنشق، رياض حجاب، دخل الأراضي الأردنية، فجر أمس، برفقة عدد من أفراد عائلته، وكانت الأنباء قد تضاربت في وقت سابق عن مكان وجود حجاب الذي انشق عن النظام يوم الإثنين. وأعلنت المعارضة مباشرة بعد إذاعة خبر انشقاقه، أنه هرب إلى الأردن، في حين تحدثت أخبار أخرى عن سفره إلى قطر. من جانبه عبّر العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني عن اعتقاده أن الرئيس السوري بشار الأسد يمكن أن يسعى لإقامة منطقة لطائفته العلوية إن لم يتمكن من السيطرة على البلاد بأكملها وهي نتيجة وصفها بأنها ''أسوأ سيناريو''. على صعيد آخر تشاور الرئيس الفرنسى السابق نيكولا ساركوزي، أول أمس الثلاثاء، هاتفيا مع رئيس المجلس الوطني السوري المعارض عبد الباسط سيدا، وتوافق ساركوزى وسيدا على ''التشابه الكبير بين الأزمة السورية والأزمة الليبية''، بحسب ما أفاد الجانبان في بيان مشترك. وتعقد إيران، اليوم الخميس، مؤتمرا حول سوريا تحضره 12 دولة من بينها روسيا، إلا أن كلا من لبنان والأمم المتحدة والمبعوث المشترك للجامعة العربية والأمم المتحدة أعلنوا عدم مشاركتهم في هذا المؤتمر.