قال الله تعالى: {فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ...} البقرة .196 قال العلاّمة ابن كثير، رحمه الله، في تفسيره: قوله: {فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ}، ذكروا أنّ هذه الآية نزلت في سنة ست، أيْ عام الحديبية، حين حال المشركون بين رسُول الله، صلّى الله عليه وسلّم، وبين الوصول إلى البيت، وأنزل الله في ذلك سورةَ الفتح بكمالها، وأنزل لهم رُخْصَةً: أن يذبحوا ما معهم من الهدي وكان سبعين بُدْنَة، وأن يَتَحَلّلوا من إحرامهم، فعند ذلك أمرهم عليه السّلام بأن يحلقوا رؤوسهم ويتحلّلوا. فلم يفعلوا انتظارًا للنسخ، حتّى خرج فحلق رأسه، ففعل النّاس، وكان منهم من قَصّر رأسه ولم يحلقه، فلذلك قال صلّى الله عليه وسلّم: ''رَحِم الله المُحَلِّقين''. قالوا: والمقصرين يا رسول الله؟ فقال في الثالثة: ''والمُقَصِّرين''. وقد كانوا اشتركوا في هديهم ذلك، كُلُّ سبعة في بَدَنة، وكانوا ألفًا وأربعمائة، وكان منزلهم بالحديبية خارج الحرم، وقيل: بل كانوا على طَرف الحرم.. فالله أعلم.