ستعرف الجزائر تأخرا في إمدادها بالكميات المبرمج استيرادها من الوقود لشهر أكتوبر الجاري، حيث تسجل السوق الأوروبية ضغطا من حيث تموين زبائنها بالوقود، نتيجة إجراء عمليات صيانة لعدد من المصافي وغلق أخرى في أوروبا والمنطقة الشرقية للولايات المتحدةالأمريكية، في وقت أكد مسؤول من سوناطراك، في تصريح ل''الخبر''، أن الشركة اتخذت جميع الاحتياطات اللازمة لتجنب ندرة في الوقود. أكدت مصادر إعلامية، بناء على تصريحات وسطاء البورصات، أن الجزائر أعلنت عن مناقصة، الأربعاء الفارط، لتزويدها بما حجمه 120 ألف طن من الوقود، على أربع دفعات يتم تسليمها بين 13 و20 أكتوبر الجاري لكل من مصفاة سكيكدة وأرزيو. وحسب نفس المصادر، فإن الإعلان عن المناقصة جاء في فترة ستقبل فيها السوق الأوروبية على تراجع للوفرة، حيث أكدت أن ''هذه السوق لا تتوفر حاليا على الكميات اللازمة لتزويد سوناطراك باحتياجاتها من الوقود في أقرب الآجال''، مشيرة إلى أن ''سوناطراك بصدد التفاوض على أسعار مرتفعة لجلب أكبر قدر من الكميات المعروضة في السوق''. من جهته، أكد مسؤول من قطاع الطاقة والمناجم أن السوق الوطنية يمكن أن تسجل أزمة وقود خلال الأشهر المقبلة، نتيجة لتأخر إمداد الجزائر نتيجة لندرة الوقود في الأسواق الأوروبية، بعد غلق معظم مصافيها التي خضعت لبرامج الصيانة، إلى جانب غلق أخرى، خاصة أن أكبر مصفاة في الجزائر والمتواجدة بسكيكدة تخضع لبرنامج تحديث وعصرنة سيستغرق إلى غاية منتصف شهر فيفري القادم، بالرغم من أن التوقف جزئي. وحسب نفس المسؤول، فإن ضعف مستوى التخزين في الجزائر، مقابل ارتفاع الطلب، يجعل الكميات المخزنة محدودة، وهو المشكل الذي ستتم معالجته، حسب وزير الطاقة والمناجم، يوسف يوسفي، عند إنجاز المصافي الخمس المعلن عنها من طرف الحكومة، والتي ستكون مرفوقة بخزانات تصل سعتها إلى 300 ألف متر مكعب. على صعيد آخر، قال مسؤول من سوناطراك إنه تم اتخاذ جميع التدابير، وأن الكميات المستوردة إلى غاية الآن تغطي احتياجات السوق، مشيرا إلى أنه لن يسجل أي اختلال في تزويد السوق الوطنية بالوقود. ويشار أن الجزائر سطرت برنامجا لاستيراد مليوني طن من الوقود لهذه السنة، لم يستبعد الرئيس المدير العام لسوناطراك، عيد الحميد زرفين، تجاوزه في حال ارتفاع الطلب. ويذكر أن آخر أزمة في الوقود سجلت في السوق الوطنية ترجع إلى شهر فيفري الفارط، حيث شهدت العديد من ولايات الوطن، خاصة الشرقية منها، ندرة في مادة الوقود نتيجة لسوء الأحوال الجوية المسجل آنذاك.