أسدل الستار، ليلة أمس الأول، بقسنطينة، عن فعاليات الدورة السادسة للمهرجان الوطني للمالوف، وسط حضور قياسي للجمهور الذي لم تستطع مدرجات المسرح الجهوي استيعابه وخلق متاعب كبيرة لعمال المسرح الذين اضطروا لغلق الأبواب ساعة قبل بدء حفلة الاختتام، وبذلك حرم عدد كبير من العائلات من الاستمتاع بسهرة فنية في موسيقى أصيلة من الموروث الثقافي الذي تفتخر به الجزائر. ونشطت جمعية "مقام" من قسنطينة وصاحبة المركز الأول في الطبعة الخامسة للمهرجان، القسم الأول من السهرة الفنية، حيث قدمت نوبة "الماية"، مصدر "يا نديم قد أتى زمن الفرجة"، بشراف وغيرها من المقاطع الأندلسية، ليعلو المنصة في الشطر الثاني من السهرة وسط تجاوب كبير للجمهور، الفنان سليم الفرقاني (نجل عميد المالوف الشيخ محمد الطاهر الفرقاني) الذي ردد كلمة "يحيا المالوف" واختارت لجنة التحكيم التي ترأسها الفنان حمة محمد من قسنطينة بمساعدة حامدي محمد من تلمسان، ديب العياشي من عنابة، مقداد زروق من العاصمة وجمال بن سمار من قسنطينة، أصحاب المراتب الثلاث الأولى الفائزين والمتأهلين للمهرجان الدولي للمالوف، بعد 6 أيام من التنافس الشريف بين 12 فرقة من مختلف أنحاء الوطن على غرار البويرة، تلمسان، سيدي بلعباس والبليدة، وتم التركيز على عدة معايير للاختيار لم تقتصر على العروض الموسيقة فقط بل تعدت إلى الحضور على الركح، الملابس التقليدية للفرقة الموسيقية، التحكم في الأداء الصوتي الفردي والجماعي وكذا التحكم في الآلات الموسيقية والإيقاع ومدى حفظ النصوص وأصالة وصحة تركيبة النوبة. وتوجت بالجائزة الأولى المقدرة ب40 مليون سنتيم فرقة بدر الدين بوشامة من قسنطينة الذي اعتبر هذا التتويج بمثابة رد اعتبار لشخصيته الفنية بعد التهميش الذي طال الفرقة التي يعود تاريخ تأسيسها إلى بداية الثمانينات، ليضيف في حديث هامشي ل«المساء" أنه سيبدأ في التحضير الجدي للمهرجان الدولي للمالوف المزمع تنظيمه خلال الخريف المقبل من أجل تشريف ولاية قسنطينة، معربا عن شكره لمديرية الثقافة ومحافظة المهرجان التي تسعى للحفاظ على فن المالوف الذي يدخل في إطار الموروث الثقافي المحلي. وتوجت بالمركز الثاني جمعية "الفن والأدب" من البليدة، أما المركز الثالث فكان من نصيب جمعية التراث القسنطيني. وافترق الحضور في حدود منتصف الليل بعد اختتام فعاليات الطبعة السادسة للمهرجان على أمل اللقاء في الطبعة السابعة ومفاجآت جديدة وعد بها محافظ المهرجان الذي رصدت له وزارة الثقافة غلافا ماليا قدر بمليار ونصف المليار سنتيم. للإشارة، فإن سهرات المهرجان التي نقلت على الانترنت والتي جاءت تحت شعار "حتى لا ننسى"، حملت أسماء مشايخ قسنطينة الذين رحلوا على غرار حمو الفرقاني، عبد الكريم بسطانجي، قارة بعلي عبد الرحمان المدعو بابا أعبيد، عمر شقلب، حسونة علي خوجة وعبد القادر تومي.