شهدت السهرة الثالثة للمهرجان الثقافي الدولي للمالوف، في طبعته الخامسة، إقبالا كبيرا للجمهور القسنطيني المتعطش للفن الراقي، خاصة أن السهرة كانت من نبض الموسيقى الأندلسية، المنبعثة من أوتار القانون السحري للمصري صابر عبد الستار. صرّح الفنان المصري صاحب الأنامل السحرية، صابر عبد الستار، خلال الندوة الصحفية المنعقدة أول أمس، بنزل البانوراميك، بقسنطينة، أنه يميل للتجديد مع الاحتفاظ بالروح الأصيلة للفن، معتبرا أنه من الضروري أن تجتاح الآلات الموسيقية العربية العالم الغربي للموسيقى، وأن لا يكون العكس هو الحاصل. وذكر الفنان أنه يقدم الموسيقى الكلاسيكية من خلال القانون، مشيرا إلى أن هذه الآلة العربية هي آلة عالمية تصلح للعديد من الطبوع، رغم أن الكثير يعتقد أنها آلة تقليدية، مضيفا أن استعمال الآلات العربية في كثير من الطبوع العالمية يعطيها بقاء أكثر. وقال المتحدث إنه أخذ من المالوف كثيرا من ثقافاته الموسيقية، كما أخذ من قبل من الموسيقى التركية، اليابانية، الهندية والكلاسيكية، مبرزا أنه لم يجد أقوى وأشمل من القانون للتعبير الموسيقي، وهو ما جسده خلال السهرة الثالثة للمهرجان، من خلال عزفه لمجموعة من الموشحات الأندلسية، ومن خلال هديته القيمة لعشاق المالوف بقسنطينة، تجسيده لوصلات ''مالوفية''، على غرار موشح ''هات أيها الساقي'' و''السمع والراح وملء الكاسات''. الجزء الأول من السهرة، انتهى بالمالوف الشرقي، لينطلق الجزء الثاني منها بالمالوف القسنطيني وتغاريد أشبال مدرسة قسنطينة الموسيقية ''الانشراح''، وأدائهم لبشراف رمل الماية. للإشارة، فإن السهرة الخامسة التي ستكون اليوم بالمسرح الجهوي لقسنطينة، ستحييها كل من فرقة ''الأندلسيتان'' الفرنسية، والفنان سليم فرفاني.