أبدى رئيس بلدية المطارفة بالمسيلة، السيد دهمش حسين، استغرابه الشديد مما وصفه ب''تصرفات غير مبررة'' لمديرية الثقافة بالولاية، التي ألزمت في مقررة أولى مجلسه بضرورة حماية موقع بشقيلة باعتباره أثريا بامتياز، وفي مقررة صادرة عن ذات الهيئة في وقت لاحق، ترفع الغطاء عن هذا الموقع، معتبرة إياه غير مصنّف وغير مبرمج للحماية. وفسّر رئيس البلدية هذا التناقض في إبداء الرأي حول موقع أثري واحد، بأن مديرية الثقافة ضالعة بشكل أو بآخر في فضيحة الاستيلاء على الموقع الأثري بغرض تحويله لتجزئة ترابية تحوي 400 قطعة أرض صالحة للبناء، على حد قوله، مما يستوجب فتح تحقيق للوقوف على الأسباب والخلفيات التي تقف وراء هذه القضية. مع العلم بأن مشاريع عمومية عدة تم إلغاؤها في السنوات القليلة الماضية بسبب وقوعها أو محاذاتها فقط لمواقع أثرية. وقائع هذه القضية التي تحوز ''الخبر'' على وثائقها، تعود لمراسلة واردة من مديرية الثقافة بالمسيلة، مصلحة التراث الثقافي تحت رقم 392/11 بتاريخ 21/04/2011، إلى رئيس بلدية المطارفة، جاء فيها أن إقليم بلديته يضم عدة مواقع أثرية يعود معظمها للفترة القديمة أبرزها موقع بشيلقة، وبدت المراسلة على أنها تنبيه للمجلس البلدي، بضرورة الأخذ في الحسبان في توسّعها العمراني الاستناد لأحكام القانون 98/04 المتعلق بحماية التراث الثقافي لا سيما المادة 23 منه، مذكرة المجلس بأن أي أشغال مهما كانت طبيعتها أو رخصة بناء تخضع بالضرورة للموافقة المسبقة لمديرية الثقافة، وهي المراسلة، حسب رئيس البلدية، التي تعدّ بمثابة اعتراف بوجود موقع أثري يستوجب الحماية. رئيس البلدية الذي أكد أن مراسلة ثانية وردت مصالحه من قبل ذات الهيئة، جاءت هذه المرة مدعومة بموقع على الخارطة رقم 25 التي تشير إلى موقع بشيلقة الأثري، بناء على طلب رئيس المجلس البلدي من واقع مراسلة تحت رقم 1298 بتاريخ 06/12/2011، والذي حمل ردا صريحا بأن الموقع المذكور يقع على بعد ثلاث كيلومترات جنوب شرق مدينة المسيلة، واسم المدينة ''زابي'' وتقدّر مساحتها، حسب ما ورد في الأطلس الأثري الأركيولوجي لستيفان قزال سنة 1911 تحت رقم 85 في الخريطة رقم 25، ب30 هكتارا وما بقي منها اليوم عبارة عن عناصر معمارية متنوعة ومنشآت ري. وحفاظا على هذا الموقع يستوجب، ذكرت مراسلة مديرية الثقافة للمجلس البلدي، بضرورة العمل بالقانون 98/04 الذي يلزمه تحت أي طائلة على توفير كامل أشكال الحماية للواقع المذكور. الغريب، حسب رئيس بلدية المطارفة، عندما نفاجأ أن مديرية الثقافة التي شددت في وقت سابق على الأهمية القصوى لحماية هذا الموقع، أصدرت مراسلة تضمنت إبداء الرأي مناقضة تماما لما جاء في المراسلة الأولى (مراسلة رقم 757 بتاريخ 02/09/2012) تؤكد فيها أن القطعة الأرضية الكائنة ببشيلقة ببلدية المطارفة ملك لأحد المواطنين، وأقرت أن القطعة محل إبداء الرأي غير مصنفة وغير مبرمجة للحماية، وهو ما يستوجب، حسب المصدر من مديرية الثقافة الالتزام بموقف واحد إزاء هذا الموقع هل هو مصنف كموقع أثري يضيف رئيس البلدية لنقوم بحمايته إلى حين مباشرة الأبحاث والحفريات حوله، أو هو غير مصنف لتفسح المجال لمن يريد انتهاك هذا الموقع وتحويله لفضاء إسمنتي بامتياز. مذكرا ذات المصدر بأنه قام في أكثر من مناسبة باستدعاء القوة العمومية لوقف أشغال حفر في المكان في غياب تام للمديرية المعنية. وقد حاولنا الاتصال بمديرية الثقافة لولاية المسيلة عدة مرات لكن محاولاتنا باءت بالفشل.