تمكن فلاح بمنطقة بشيلقة ببلدية المطارفة في المسيلة، التي لا تبعد عن عاصمة الولاية إلا ب 4 كلم، من اكتشاف ما وزنه 20 كلغ أو أكثر، من القطع النقدية الأثرية التي تعد بالآلاف، عندما كان يهم بتحريك التربة من حول أشجاره المختلفة. * عمي جلول زغبه وفي تصريح "الشروق" لحظة زيارتنا للموقع الذي عثر فيه على هذا الكنز، كما أخبر بأنه كم من مرة تم اكتشاف مثل هذه القطع النقدية القديمة التي يعود تاريخها حسب أحد المختصين إلى الحقبة البيزنطية الرومانية بدليل الرسومات والبيانات التي تجلت على تلك القطع مختلفة الأحجام، والأكثر من ذلك أنها تحمل صورة لشخصية بارزة في تلك الحقبة قيل لنا هي للإمبراطور قسطنطين الأول، ومما يجدر ذكره هنا، انه ومن خلال زيارتنا لعين المكان، تبين أن هناك العشرات من القطع النقدية القديمة ما تزال متناثرة هنا وهناك نتيجة عملية تحريك التربة، فالمكان أصبح عبارة عن بستان للأشجار ومختلف الزراعات. * أما الفلاح مكتشف هذا الكم الهائل من القطع النقدية البيزنطية، فحاول جمعها وحمايتها في كيس بلاستيكي ونقلها إلى منزله، وناشد المعنيين وعلى رأسهم وزارة الثقافة إرسال مختصين إلى المنطقة المذكورة والاطلاع على ما تحتوي من كنوز أثرية مختلفة لا تتوقف عند القطع النقدية، بل هناك مدينة تحت التراب، كما قال هذا الأخير، وعلى الدولة أن تتحرك، يضيف المتحدث، لحماية هذا الإرث الإنساني. * لكن عمي جلول بالتوازي تساءل: هل سيحرك هذا الاكتشاف العفوي الجهات المعنية ويدفع بها إلى تجاوز مفهوم منطقة أثرية وفقط، إلى العمل على وضع مخطط يعنى بهذه المنطقة التي تحولت إلى فضاء مفتوح على كل الاحتمالات، كما عبر مرافقنا ومن المشاهد التي تمكنا من رصدها أثناء جولة استطلاعية عبر أزقة بشيلقة ببلدية المطارفة إن الآثار القديمة بادية هنا وهناك من معالم لبنايات وتحف وأدوات حجرية (مهراس) وغيرها، لكن هذا الإرث لم يشفع لتلك المنطقة التي أشير لنا بأنها كانت من المدن الرومانية البيزنطية المشهورة من المحافظة على طابعها الذي تحدث عنه المختصون في أكثر من مناسبة، حيث زحفت من حولها عوامل مختلفة بشرية وطبيعية أتت على أغلب ملامحها التاريخية والأثرية خاصة بسبب الزحف العمراني المتنامي.