قضت أمس، محكمة الجنايات بمجلس قضاء بسكرة، بتسليط حكم 6 سنوات سجنا لأب قام بتقييد ابنه المختل عقليا وأشبعه ضربا ما أدى إلى وفاته، وإدانة الأم بسنتين موقوفة النفاذ بتهمة ارتكاب جناية عدم تقديم المساعدة لشخص في حالة خطيرة وعدم الإبلاغ عن جناية. دارت وقائع القضية التي سبق الفصل فيها، بإدانة الوالد ب8 سنوات سجنا في شهر أفريل 2009 بمدينة طولفة، عندما اتصلت جدة الضحية هاتفيا تطلب من ابنتها ضرورة مجيء زوجها إلى مقر سكنها ببرج بن عزوز من أجل أخذ ابنه المختل عقليا البالغ من العمر 26 سنة، الذي تكفلت بتربيته منذ الصغر لأنه أصبح يشكل خطرا عليها جراء تصرفاته العدوانية، حيث يقوم بشتمها وضربها ولم تعد قادرة على مواصلة التكفل به نظرا لكبر سنها. الوالد المتهم تنقّل وعاد بابنه إلى مسكنه وبعد ضربه، قام بتقييده مباشرة بالشباك الحديدي، كما كبّل يديه بواسطة أسلاك كهربائية بشباك النافذة وربطه على مستوى الحوض والرجلين بحبل بلاستيكي وبدأ في ضربه بعصا خشبية غليظة وهدد زوجته وأبنائه بالضرب والعقاب إن تدخلوا أو حاولوا فك قيده. وفي منتصف الليل من تاريخ الواقعة، صرخ الابن فاتجه إليه والده وضربه بأنبوب بلاستيكي عدة مرات، ثم كرر ذات الفعل بعصا خشبية عند الثالثة صباحا، وعندما استيقظ الوالد في الصباح قام بضربه مرة أخرى وطلب من أفراد أسرته عدم فك قيده حتى عودته في المساء. بعد ذلك غادرت البنات إخوة الضحية المنزل وبقيت الأم لوحدها رفقة الضحية، حيث سمعته في حدود الثامنة صباحا يئن ولعاب أبيض يسيل من فمه وبعد لحظات انقطع أنينه وانحنى رأسه، حينها تقدّمت منه والدته ولمست يده ونادته عدة مرات فلم يحرّك ساكنا، فبدأت تصرخ إلى أن تدخّل الجيران. وصرح الوالد والحسرة تملأ قلبه أسفا على ما كان سببا في حدوثه، أنه لم يكن يقصد قتل فلذة كبده وإنما كان الغرض تأديبه فقط والحد من عنفه. علما أن هيئة المحكمة أعادت تكييف القضية من القتل العمدي باستعمال التعذيب إلى الضرب المفضي إلى الوفاة دون قصد إحداثها لتنطق بحكم 6 سنوات سجنا للوالد الذي لم يكن يعتقد أن فعل الضرب سيؤدي إلى مقتل ابنه المعاق ذهنيا.