قضت محكمة الجنايات بمجلس قضاء العاصمة بتسليط عقوبة عام حبسا موقوف التنفيذ في حقّ (ر· علي) في عقده الثامن يعمل كسائق أجرة، أقدم على حجز ابنه المختلّ عقليا وتقييده بسلاسل حديدية لمدّة قاربت الشهر في منزله العائلي الكائن بتليملي بالعاصمة قبل أن تفكّ أسره مصالح الحماية المدنية التي وجدته في حالة يرثى لها بعد الشكوى التي تقدّمت بها زوجة أبيه· تفاصيل القضية تعود إلى سنة 2008، عندما تقدّمت المدعوّة (ز.ك) وهي طليقة المتّهم، ببلاغ إلى مصالح أمن العاصمة مفادها أن هذا الأخير قام بتقييد ابنه المختلّ عقليا والبالغ من العمر 50 سنة، وحجزه في غرفة غير مهيّأة في الطابق العلوي منذ قرابة 28 يوما. وعليه، تنقّلت مصالح الأمن إلى عين المكان أين وجدت الضحّية مكبّلا كالحيوان بسلاسل حديدية، واحدة على مستوى اليدين والثانية على مستوى الرجلين وكانتا متبتثين بإحكام بقفل إلى السرير في غرفة محاطة بأدوات البناء من الإسمنت والآجور، كما تبيّن من خلال الملف أن الضحّية تعرّض لحروق· المتّهم خلال استجوابه من طرف هيئة المحكمة بدا جدّ متأثّر، حيث اعترف بأنه فعلا أقدم على تكبيل ابنه لعدم قدرته على السيطرة عليه، حيث انتابته نوبات هيسترية يقدم فيها على تحطيم كلّ ما يجده في طريقه، وأن طليقته التي حرّكت الدعوى قامت بتهييج الضحّية الذي بدأ بالصراخ، ما اضطرّه إلى تكبيله، وأنه حاول إدخاله إلى مستشفى الأمراض العقلية غير أنها رفضت استقباله رغم أنه يعاني من هذا المرض منذ أزيد من 15 سنة، مصرّحا بأن الشكوى كيدية بعد أن قام بتطليق الشاكية التي انتقمت منه، وفيما يخص الحروق التي تعرّض الها لضحّية فقد أكّد أنها ليست حروقا وإنما أثار صعقة كهربائية تعرّض لها الضحّية منذ زمن، وأوضح أنه على علاقة جيّدة بابنه حيث تزوّج ثلاث نساء وطلّقهن جميعا لرفضهن خدمة الضحّية· وأمام هذه الاعترافات اِلتمست ممثّلة النيابة العامّة إنزال عقوبة 10 سنوات سجنا في حقّ المتّهم، قبل أن تقرّ هيئة المحكمة بعد المداولات القانونية الحكم السالف ذكره·