أكد صالح بوشة، سفير الجزائر بسوريا، أن السفارة الجزائرية لا تملك معلومات مؤكدة عن مقتل جزائريين في عمليات القصف على مخيّم اليرموك الذي تقطن به عائلات من الجالية الجزائرية، مشيرا إلى أن الأخبار المتداولة عن مقتل شخصين أول أمس غير مؤكدة، خاصة أن اسم أحد الأشخاص الذي قيل إنه لقي حتفه، اتضح في وقت لاحق أنه حيّ يرزق. وأشار السفير إلى أن السفارة لا تعلن عن وفاة أي شخص ما لم تتأكد من المعلومة من أقارب الضحايا، وهو الأمر الذي لم يحدث. وأكد السفير، في اتصال مع ''الخبر''، أن السفارة الجزائرية بالعاصمة السورية دمشق تستقبل، يوميا، ما لا يقل عن 150 جزائري، مضيفا أنه تم تشكيل خلية أزمة على مستوى السفارة وأخرى على مستوى الخارجية لتنسيق العمل. كما أشار السفير إلى أن السفارة خصصت ما قيمته 10 ملايير سنتيم لتقديم المساعدات للجالية الجزائرية المستقرة في سوريا، مشيرا إلى تسهيل عمليات ترحيل العائلات الراغبة في الالتحاق بالجزائر، من خلال تخفيض سعر تذكرة الخطوط الجوية الجزائرية ب50 بالمائة، هذا إلى جانب تقديم تذاكر مجانية للمعوزين. وفي ذات السياق، أضاف السيد بوشة أن مسألة ترحيل العائلات الجزائرية مسألة تقرّرها كل عائلة، ولا يمكن للسفارة أن تجبر أيا كان على مغادرة سوريا، موضحا أن غالبية الجزائريين، المقدّر عددهم بحوالي ستة آلاف شخص، غادروا سوريا باتجاه الجزائر أو تركيا. وبخصوص العائلات المتبقية والمقيمة في مخيّم اليرموك الذي يتعرّض لعمليات القصف، أشار السفير إلى أن السفارة على اتصال دائم معهم، وتسعى للاستجابة لطلباتهم. وفي سؤال حول الحديث عن تقصير مصالح السفارة في الاستجابة لمطالب الجالية، أوضح السفير أن الوضع الاستثنائي الذي تعيش فيه سوريا يُصعب الأمر، باعتباره ''حالة حرب حقيقية''. تأتي تصريحات السفير على خلفية اتهام طارق تواتي، عضو مجلس الجالية الجزائرية بسوريا، مصالح السفارة بالتقصير في التكفل بالجالية الجزائرية، حيث اعتبر، في اتصال مع ''الخبر''، أن غالبية العائلات المقيمة في مخيّم اليرموك معوزة وغير قادرة على مغادرة سوريا بإمكانياتها الخاصة، ما جعله يناشد الرئيس باسم هذه العائلات ''لإنقاذها من الجحيم''.