يعيش الجزائريون المقيمون في سوريا أوضاعا صعبة نتيجة التطورات الأمنية التي يعرفها هذا البلد، ودفعت هذه الظروف بعض العائلات للرحيل إلى الجزائر ولبنان وتركيا والأردن، في انتظار ما ستتخذه وزارة الخارجية بشأنهم في حال انزلقت الأمور إلى وضع أكثر تعقيدا. أكد مصدر مسؤول في السفارة الجزائرية في سوريا أن الجالية الجزائرية المقيمة هناك تضررت من الأوضاع الأمنية المضطربة في هذا البلد، وقال في اتصال مع ''الخبر''.. ''هناك من أفراد الجالية متضررون بالفعل من الأحداث''، وأضاف أن السفارة تتلقى بشكل يومي اتصالات من أفراد الجالية التي يبلغ إجمالي عددها 5400 جزائري، يقيم أغلبهم في دمشق، وتسعى إلى مساعدتهم قدر الإمكان لتجنب تعرضهم لأي أذى. وأوضح المصدر أن السفارة ''تسعى للتواصل معهم ونصحهم بالابتعاد عن مناطق المواجهات''، مشيرا إلى أن ''هناك من أفراد الجالية الذين لا يستطيعون القدوم إلى السفارة بحكم الظروف الأمنية وإقامتهم في مدن بعيدة، وهؤلاء لا نعرف أوضاعهم''. ونفى نفس المصدر أن يكون أي من أفراد الجالية قد قتل أو أصيب خلال الأحداث الدامية في سوريا. واستوضحت ''الخبر'' من نفس المصدر بشأن إمكانية قيام الحكومة الجزائرية بترحيل الرعايا الجزائريين المقيمين في سوريا، على خلفية تدهور الأوضاع الأمنية، وقال إن الأمور لم تصل إلى حد القيام بعملية ترحيل، لكن الأمر قد يكون واردا في حال تطورت الأوضاع أكثر، مشيرا إلى أن السفارة ووزارة الخارجية تسعى في الوقت الحالي إلى الحفاظ على أمن الرعايا الجزائريين بالقدر الممكن. وكانت 11 عائلة جزائرية قد قررت قبل فترة الرحيل الطوعي من سوريا، وغادرت فعلا إلى الجزائر، وتوجد ثلاث رحلات جوية أسبوعيا بين الجزائرودمشق، بما يتيح الفرصة لأي جزائري من الجالية مغادرة سوريا إذا كان يرغب في ذلك. وفي نفس السياق، أكد مسؤول في وزارة الشؤون الخارجية أن التطورات في سوريا لم تبلغ حد تشكيل الوزارة لخلية أزمة أو التفكير في القيام بعملية ترحيل على غرار ما حدث في الحالة الليبية، لكنه شدد على أن مصالح الخارجية تتابع بشكل يومي التطورات المتصلة بوضع الجالية الجزائرية في سوريا، وكذا متابعة أي حالة تتعلق بالجزائريين. وكان الوزير المنتدب المكلف بالجالية الجزائرية بالخارج حليم بن عطا الله قد أكد في وقت سابق أن ''الجالية الجزائرية المقيمة بمختلف مناطق سوريا توجد بخير، ولم يتعرض أي من الرعايا الجزائريين لأي سوء نتيجة الأحداث التي تشهدها البلاد''، لكنه أعلن أن''السلطات السورية أوقفت العديد من الجزائريين بمطار دمشق، قبل أن تطلق سراحهم بتدخل من سفير الجزائر بسوريا دون معرفة أسباب ذلك''.