أعلنت وزارة الشؤون الخارجية الجزائرية أن آلاف العائلات الجزائرية المقيمة في سوريا غادرت البلاد، على خلفية الأوضاع الأمنية المتدهورة هناك.ويعد هذا النزوح الهائل للجزائريين من سوريا دليلاً على خطورة الأوضاع الأمنية خصوصا بعد وصول المواجهات بين قوات النظام وعناصر الجيش السوري الحر إلى العاصمة دمشق.وفي هذا الإطار، قال الناطق الرسمي بوزارة الشؤون الخارجية، عمار بلاني، في تصريح صحافي إنه ‘'بالنسبة لأوضاع الجالية فقد غادرت آلاف العائلات الجزائرية سوريا بوسائلها الخاصة‘'، مشيرا إلى أنه ‘'بالنسبة للعائلات المتبقية فإن شركة الخطوط الجزائرية تقترح عليها تخفيضات معتبرة، تصل إلى 30%، خاصة بالنسبة للعائلات المعوزة التي تريد السفر على رحلة دمشق-الجزائر، حيث تنظم الشركة ثلاث رحلات جوية أسبوعيا‘'، بحسب صحيفة «الخبر«الجزائرية.وأكد بلاني أن وزارة الخارجية ‘'ستلتمس من الخطوط الجوية الجزائرية أن تصل هذه التخفيضات إلى 50% لمراعاة وضعية مواطنينا المعوزين‘'.وأضاف الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية أن ‘'السفارة الجزائرية في سوريا قدمت دعمها المالي لأكثر من 300 عائلة جزائرية معوزة، وتكفلت بإيواء بعض العائلات التي اضطرت للهروب من بعض المقاطعات السورية التي شهدت تدهورا كبيرا في الأوضاع الأمنية في فنادق بالعاصمة‘'.وأكد بلاني وجود اتصالات يومية بين السفارة مع ممثلي الجالية الجزائرية، مؤكدا على أنه ‘'منذ اندلاع الأزمة السورية تم تنصيب خلية متابعة على مستوى كاتب الدولة المكلف بالجالية الوطنية المقيمة بالخارج حليم بن عطا الله‘'، مضيفا أن ‘'هذه الخلية على اتصال دائم بمصالح السفارة الجزائرية في دمشق، المجندة لمتابعة وضعية جاليتنا المقيمة في سوريا عن قرب‘'. وأضاف نفس المصدر أن ‘'خلية المتابعة بالوزارة، التي تعمل بالاتصال مع خلية الطوارئ التي تم تنصيبها على مستوى سفارتنا بدمشق تقوم يومياً بتحيين تقييمها لوضعية أعضاء مواطنينا المتواجدين حاليا في سوريا‘'، مشيراً إلى أن هذا يدخل في سياق التحضير ‘'لاتخاذ الإجراءات الضرورية طبقاً لتطور السياق الأمني في هذا البلد‘'. ولم يشر المتحدث باسم الخارجية إلى ما إذا كانت عائلات أفراد السلك الدبلوماسي الجزائري معنية أيضا بالترحيل إلى الجزائر أو بيروت، في الوقت الحالي أو في حال تطورت الأوضاع الأمنية بشكل أكبر، تجنباً لأي مواقف حرجة.