المغرب مرشح لإشراك جيشه في العمليات العسكرية رفع رؤساء أركان جيوش دول غرب إفريقيا تعداد الجنود المتوقع انتشارهم في شمال مالي إلى أكثر من خمسة آلاف، بفارق ألفين عن التعداد الأولي، ووجهوا الدعوة لبلدان من خارج المجموعة لتغطية هذا العدد، ويرشح مراقبون كلا من المغرب والتشاد للتكفل بباقي الجنود رغم شمل الدعوة لكل من الجزائر وموريتانيا وجنوب إفريقيا وهم يبدون تحفظات على إرسال عسكريين. ويتوجه الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية، السيد عبد القادر مساهل، اليوم، إلى عاصمة نيجيريا، للمشاركة في لقاء يوصف بالأخير قبل إحالة مشروع التدخل العسكري في مالي إلى مجلس الأمن نهاية الشهر الجاري. وذكر بيان لوزارة الخارجية أن الوزير مساهل يمثل رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في القمة الاستثنائية للمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (الإيكواس). وأفادت أن الوزير مساهل سيحمل رسالة خطية من الرئيس بوتفليقة إلى رئيس كوت ديفوار وإلى الرئيس الحالي للإيكواس، الحسن واتارا، وإلى رئيس نيجيريا غود لك جوناتان، وسيبت لقاء أبوجا في مقترحات وزراء الخارجية والدفاع في دول المجموعة الاقتصادية لغرب إفريقيا الذين التقوا الجمعة في اجتماع مغلق لوضع خطة تدخل مسلح في شمال مالي، وتسرب أن قادة الأركان قرروا رفع عدد الجنود المتوقع نشرهم إلى 5500 جندي بينهم عناصر من خارج منطقة غرب إفريقيا. وأفاد مصدر لوكالة الأنباء الفرنسية داخل مجموعة غرب إفريقيا ''رؤساء الأركان في المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا اقترحوا تغيير تركيبة الجنود الذين سيتم نشرهم''. وأضاف ''لقد أوصوا القمة بنشر 5500 جندي بدل ال3200 المقرر إرسالهم في المقترح الأولي للمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا''، مشيرا إلى أن القوات الإضافية ستأتي من ''دول خارج مجموعة غرب إفريقيا''، وأوضح ''لهذا السبب دعيت جنوب إفريقيا وموريتانيا والمغرب وليبيا والجزائر وتشاد للمشاركة في قمة اليوم الأحد بأبوجا''. ويتصدر المغرب قائمة الدول المرشحة لتولي مهمة ضخ مزيد من الجنود لبلوغ التعداد المرتقب، وجهرت الحكومة المغربية باستعدادها للمشاركة قبل نحو عشرة أيام، وكذلك التشاد، في حين ترفض كل من الجزائر وموريتانيا الدفع بجنودهما في المهمة، وتبدو جنوب إفريقيا متحفظة، وفي حال تأكد توجيه الدعوة للمغرب بالمشاركة، فإن ذلك قد يدفع لأزمة جديدة بين دعاة مخطط التدخل العسكري والجزائر قياسا لموقف متوقع منها إزاء رؤية ترسانة عسكرية مغربية على الحدود الجنوبية. وفي سياق متصل حذرت ''حركة تحرير أزواد''، أول أمس، المجموعة الدولية من مخاطر تدخل عسكري في المنطقة، في رسالة بعثت بها للأمين العام للأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ورئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي ورئيس لجنة المجموعة الاقتصادية لدول إفريقيا، وأسفت الحركة على ما سمته تواطؤ ''دولة مالي في فرض الحرب علينا رغم العروض المتكررة للحوار''، ودافعت الحركة عن توجهها العلماني قائلة ''الحركة ليس لها أي انتماء مع الجماعات الإسلامية المتطرفة أو عصابات تجارة المخدرات''. وجاء في الرسالة التي وقعها حاما أغ محمود، المكلف بالعلاقات الخارجية فيما يسمى ''المجلس الانتقالي لدولة أزواد''، قالت الحركة ''لقد أكدنا باستمرار التزامنا على المساهمة في مكافحة الإرهاب في إطار دولي''، وطالبت ب''إعادة النظر في موقف المجتمع الدولي اتجاه الحركة لأنه من دونه لا يمكن إيجاد حل موثوق''، وقالت إن ''التدخل العسكري سواء إقليمي أو دولي مصيره الفشل''.