إنّ الإيمان ليس مجرّد اعتقاد بالقلب وكفى، بل هو اعتقاد بالقلب ونطق اللسان وعمل بالجوارح، يزيد بالطاعات وينقص بالمعصية، ومتَى كان اعتقاد المرء بقلبه صحيحًا سليمًا، فإن ذلك سيؤثر على ظاهره بشكل إيجابي، كما قال صلّى الله عليه وسلّم: ''ألاَ إنّ في الجسد مُضغة إذا صلحت صَلُح سائر الجسد وإذا فسدت فسد سائر الجسد ألاَ وهي القلب'' أو كما قال. فعبارة ''الإيمان في القلب وكفَى'' عبارة خاطئة لا ينبغي للمسلم أن يردّدها، وإلاّ فلماذا شرعت العبادات وفرض الحجاب وغيرها؟ وقد قال صلّى الله عليه وسلّم: ''الإيمان بِضعٌ وسبعون شُعبَة، أعلاها قول لا إله إلاّ الله، وأدناها إماطة الأذَى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان'' رواه مسلم. ففي قوله ''لا إله إلاّ الله'' إشارة إلى النطق باللسان، وفي قوله ''إماطة الأذى عن الطريق'' إشارة إلى عمل الجوارح، وفي قوله ''والحياء شعبة من الإيمان'' إشارة إلى عمل القلب، وسيحاسب المرء يوم القيامة عمّا كلّف بالنطق به وعمّا كلّف بالعمل به، فليتفطن لهذا كلّ مؤمن بالله، وما أنزل على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، والله الموفق.