لم أعد باستطاعتي أن أتناول ما يحدث في الشرق الأوسط لأن الأحداث أصبحت بالفعل فوضى لكنها لم تتأكد بأنها خلاقة للعرب أو للعجم.! في سوريا نظام يدمّر بلده وشعبه ويقول أنه يفعل ذلك لدعم جبهة الصمود ضد إسرائيل؟! والمعارضة تدمر البلد من خلال شعبها لتدمير النظام وتقول: إن هذا النظام تحميه إسرائيل وأمريكا لأنه يحمي وجود إسرائيل؟! لم أفهم من من الإثنين عميل لإسرائيل وأمريكا؟! المعارضة التي تطلب من أمريكا تسليحها لإسقاط النظام العميل لإسرائيل؟! أم النظام الذي تدعمه إسرائيل للبقاء ضد إرادة أمريكا ومعارضيها! في غزة أيضا إسرائيل تقنبل حماس لأنها تهدد أمن إسرائيل!. وحماس تختلف مع سوريا الرسمية التي يقال أنها حامية لإسرائيل حسب رواية ثوار الدوحة والناتو.. وإسرائيل تضرب حماس في غزة لأنها الامتداد لإيران، حسب الرواية الإسرائيلية... وحماس تعادي سوريا الرسمية لأنها مدعومة من إسرائيل وليست صنيعة إيرانية كما تقول أمريكا وقطر والسعودية؟! أمير قطر يستقبل في الدوحة تسيبي ليفني، لأن قطر تخدم مصالح إسرائيل..! وقطر يذهب أميرها إلى غزة لدعم حماس ضد إسرائيل.. وإسرائيل تضرب غزة لأن الخليج وقطر والسعودية تدعم حماس ضدها؟! حتى مصر الإخوانية تعلن أنها ضد ضرب إسرائيل لغزة... ولكن رئيس المحكومة المصرية الإخواني ينتقل إلى غزة للضغط كما يجب على حماس من أجل قبول الهدنة التي تطالب بها أمريكا؟! حتى عندنا في شمال إفريقيا تدعم أمريكا وفرنسا الإسلام الإخواني.. حدث هذا في تونس وفي المغرب.. ويراد فعل الشيء نفسه في الجزائر... ولكن أمريكا تضغط على الجزائر غير الإخوانية من أجل أن تدخل في حرب في مالي لمكافحة من يدعمهم إخوانيو المغرب وقطر والسعودية هناك؟! لم أفهم؟! هل هذه هي الحكومة الخلاقة أم الفوضى القلاقة؟! هل حقيقة أن ما يهب على العالم العربي هي رياح إسلامية إيرانية كما تقول إمارات الخليج الوهابي؟! أم هي رياح إسلامية أمريكية، كما يقول حكام العرب الديكتاتوريين البائدين والمقاومين في العالم العربي؟! أم هي رياح الشعوب الصاحية بالناتو والإخوان وحتى بإسلام إيران؟! الشيء الوحيد الإيجابي في هذه الشكشوكة السياسية الدينية الدموية التي تجتاح العالم العربي، هي أن إسرائيل أصبحت تضرب مثلما نضرب!. حتى ولو بدرجة أقل! حدث هذا مع حزب اللّه.. ويحدث الآن مع حماس في غزة.. وحتى إسلام سوريا إذا انتصر على الأسد قد يتجاوزه إلى الجولان.! ولهذا قالت أمريكا أنها لن تسلّح جماعات إسلامية في سوريا بسلاح قد يستخدم لاحقا ضد إسرائيل؟! نعم الآن في الوطن العربي يسود المثل القائل.. ''صفيها ... تخواض'' وليس خوضها تصفى؟! وكلما ''خواضت'' عندنا أخذوا بترولنا صافيا؟!