خرج الآلاف من سكان قطاع غزة، من مختلف الفصائل الفلسطينية ظهر أمس، في مظاهرات احتفالية عارمة جابت مختلف مناطق القطاع والميادين العامة، احتفالا بإنجاز اتفاق التهدئة، وما يقولون إنه انتصار للمقاومة. وصل المئات من أنصار حركة فتح رافعين أعلام الحركة، ومردّدين شعارات تدعو للوحدة الوطنية، وتشيد بما حقّقته المقاومة المسلّحة مع إسرائيل، إلى مقر المجلس التشريعي. وقرّرت الحكومة الفلسطينية المقالة في غزة، بقيادة حركة المقاومة الإسلامية ''حماس''، اعتبار يوم 22 من نوفمبر من كل عام ''عيدا وطنيا وإجازة رسمية''. ودعت الحكومة المواطنين كافة ''للاحتفال بهذه المناسبة، وزيارة أسر الشهداء وتفقّد الجرحى والتأكيد على التكاتف الوطني''. واعتبرت الحركة وفصائل المقاومة الفلسطينية اتفاق وقف إطلاق النار، الذي وُقّع مع الاحتلال الإسرائيلي برعاية مصرية وجهود دولية، ''نصرا للمقاومة الفلسطينية''، مشيرة إلى أن ''الاحتلال الإسرائيلي رضخ لشروطها في هذا الاتفاق، وأنه اضطر لطلب التهدئة''. وإن كانت مظاهر الفرح عمّت قطاع غزة، فقد خيّم الحنق والغضب على أجواء إسرائيل، حيث وُجّهت انتقادات لاذعة لحكومة نتنياهو، وتمّ اتهامها بالفشل في تحقيق الأهداف المسطّرة لعملية ''عمود السحاب''. وقال رئيس المعارضة الإسرائيلية، شؤول موفاز، إن عملية ''عامود السحاب'' في غزة لم تحقق أهدافها، إذ إن سكان الجنوب لا يتمتّعون بالأمن ولم تتمّ استعادة قوة الردع الإسرائيلية. وأعرب موفاز عن اعتقاده بأن حركة حماس حقّقت مطالبها من خلال اتفاق وقف إطلاق النار. وخرج عشرات الإسرائيليين في تظاهرات للمطالبة بإسقاط رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، بعد إبرامه لتهدئة مع المقاومة الفلسطينية، حيث اتّهمه الإسرائيليون بالفشل الذريع في الحملة العسكرية الأخيرة على قطاع غزة. ورفع المشاركون في التظاهرات لافتات تدعو نتنياهو للاستقالة، وتحمّله مسؤولية الفشل في الحملة، وتشكيل لجنة تحقيق له، مردّدين ''الشعب يطالب بعملية برية''، معلنين أنهم ليسوا على استعداد للعودة للملاجئ.