وجهت بوركينافاسو، التي تقود وساطة إفريقية في الأزمة المالية، دعوة إلى الرئيس المالي بالنيابة، ديونكوندا تراوري، للشروع في فتح محادثات مباشرة مع الجماعات الإسلامية المسيطرة على شمال مالي منذ أفريل الماضي، في إشارة إلى حركتي الأزواد وأنصار الدين. يأتي هذا في وقت تنقل الوزير المنتدب للشؤون المغاربية والإفريقية، عبد القادر مساهل، إلى روسيا لإجراء مباحثات تخص القضايا الدولية والإقليمية ومنها الأزمة في مالي، قبيل استعداد مجلس الأمن لعقد جلسة حول الوضع في مالي ودراسة مطلب مجموعة ''إيكواس'' لإرسال قوة عسكرية للتدخل في شمال مالي، وهي المبادرة التي تتحفظ عليها الجزائر وترافع من أجل استنفاد كل فرص الحوار والمفاوضات لحل الأزمة. وضمن هذا التوجه، أعلن وزير خارجية بوركينا فاسو، جبريل باسولي، في تصريح للإذاعة الوطنية البوركينابية، أن ''الرئيس بليز كومباوري يود أن يعين رئيس مالي وفدا يمكن أن يبدأ مشاورات مبدئية ومناقشات مبدئية مع تلك الجماعات المسلحة''. وأوضح باسولي أن دعوة الرئيس البوركينابي لنظيره المالي بأهمية الدخول في ''الاتصالات الأولية''، تسعى إلى ''تحديد التفصيلات العملية للمفاوضات النهائية''. وكان الرئيس البوركينابي الذي عينته مجموعة دول الإيكواس وسيطاً في الأزمة المالية، قد بدأ منذ مدة محادثات مع جماعة أنصار الدين والحركة الوطنية لتحرير الأزواد، وذلك في محاولة للخروج بحل سلمي للأزمة. وما يلاحظ في هذا السياق أن الرئيس المالي ديونكوندا تراوري، الذي أعلن شهر جويلية الماضي أنه سيتم تشكيل لجنة خاصة مكلفة بالتفاوض مع المجموعات المسلحة في الشمال، لم يقم بذلك إلى غاية اليوم بسبب الخلافات السياسية القائمة داخل الطبقة السياسية في العاصمة باماكو. في سياق متصل، رد الرئيس الموريتاني العائد من رحلة علاجية من باريس، في تصريح أول أمس، لإذاعة فرنسا الدولية بشأن الوضع في مالي واحتمال إرسال قوات موريتانية، بالقول: ''إن هذه القضية لم تُطرح علينا حتى الساعة ولم يُقدم لنا طلب بهذا الشأن، ونحن نتابع الأمور حاليا ونراقب الوضع. غير أننا لا نرجو ولا نقترح أن تكون هناك حرب مفتوحة قبل استنفاد كافة السبل السلمية الأخرى''.