هدد الرئيس الأمريكي باراك أوباما سوريا بعمل عسكري إذا نقلت أسلحتها الكيماوية إلى جهة أخرى في المنطقة. وجاء تهديد أوباما الذي تزامن مع دعوة فرنسية جديدة إلى رحيل الرئيس السوري بشار الأسد في وقت تحيط فيه الشكوك حول مهمة الوسيط الدولي الجديد الأخضر الإبراهيمي. وقال أوباما في مؤتمر صحفي بواشنطن إن نقل أو استخدام الترسانة الكيماوية السورية خط أحمر لا يجوز تخطيه. وكان يشير إلى مخاوف غربية من أن يستغل حزب الله اللبناني على وجه الخصوص الوضع المضطرب في سوريا للحصول على جزء من الترسانة الكيماوية السورية أو أن يستخدمها الأسد ضد معارضيه إذا أحس بقرب انهيار نظامه. وقال الرئيس الأمريكي «حتى الآن لم آذن بتدخل عسكري في سوريا. لقد أوضحنا بجلاء لنظام الأسد وأيضا للاعبين آخرين على الأرض أن خطا أحمر في نظرنا سيُعبر إذا بدأنا نرى مجموعة كاملة من الأسلحة الكيماوية يجري نقلها أو استخدامها. سيغير ذلك حساباتي ومعادلتي». وحذر أوباما دمشق من عواقب وخيمة إذا تقاعست عن حماية ترسانتها الكيماوية، وقال إن بلاده ترقب الوضع عن كثب فيما يتعلق بهذه القضية تحديدا، مضيفا أنه تمّ وضع خطط طوارئ تحسبا لنقل أو استخدام تلك الأسلحة التي قالت دمشق إنها لن تستخدمها إن كانت تمتلكها بالفعل. وكرر الرئيس الأمريكي تصريحات سابقة بأن نظام الرئيس السوري فقد شرعيته، مشيرا إلى أنه أمر بزيادة المساعدات للاجئين السوريين. وفي الأثناء، قال الممثل الخاص المشترك الجديد للأمم المتحدة والجامعة العربية الأخضر الإبراهيمي إن الحديث عن أي تدخل عسكري لن يفشل مهمته فحسب، بل سيفشل عملية التسوية برمتها. وكان الإبراهيمي الذي سيزور نيويورك والقاهرة تمهيدا لبدء مهمته أثار انتقادات من دمشق حين تحدث عن حرب أهلية في سوريا. وقال بيان للخارجية السورية إن ما صرح به الإبراهيمي بشأن وجود حرب أهلية ينافي الحقيقة، وطلبت منه «التمسك بالإطار الذي حدد لسوريا» إن كان «يريد النجاح لمهمته ويريد تعاون الحكومة السورية». وكان الإبراهيمي قال في لقاء مع قناة «فرانس 24» إن الأمر لا يتعلق في سوريا بالحيلولة دون وقوع الحرب الأهلية، بل بوقف هذه الحرب، مقرا بصعوبة مهمته. ودعا لتحقيق تطلعات الشعب السوري، وهي دعوة ردت عليها الخارجية السورية بقولها «ليس من صلاحيات أي دولة أو مبعوث دولي الحديث عمن يدير سوريا». وفي تطور آخر، طالب رئيس المجلس الوطني السوري المعارض عبد الباسط سيدا أمس، المجتمع الدولي بالتدخل في سوريا بشكل عاجل، خارج نطاق الأممالمتحدة. ونقلت وكالة أنباء الأناضول عن سيدا مطالبته خلال جولة قام بها برفقة سلفه برهان غليون في مخيم كيلس للاجئين السوريين بإعلان منطقة حظر جوي.وقال «نريد ممرات آمنة تصل إلى قلب سوريا، نريد دعما لوجستيا فوريا من تركيا عبر تلك الممرات الآمنة». من ناحية أخرى، قال النائب العام الأول في دمشق القاضي مروان لوجي إن القضاء السوري يعد مذكرات ملاحقة بحق نواب وشخصيات لبنانية بتهمة دعم المجموعات المسلحة في سوريا ومدّها بالسلاح والمال. وأشار لوجي في حديث لقناة «المنار» اللبنانية إلى أن السلطات القضائية السورية تعد مذكرات ملاحقة واستجواب بحق فعاليات ونواب لبنانيين بتهمة تأمين المأوى والملاذ الآمن والتحريض والتمويل وتقديم السلاح للمجموعات المسلحة السورية الخارجة على سلطة الدولة والقانون.