خطّط شاب، في الثلاثين من العمر بالعاصمة، لقتل والدته بطريقة بشعة، انتقاما منها بعد رفضها تزويجه من إحدى الفتيات، ومعاتبتها اليومية له بسبب دخوله عالم الإدمان ومرافقته لأصحاب السوء. سرد المتهم تفاصيل القصة بكل برودة أعصاب أمام محكمة الجنايات بمجلس قضاء العاصمة نهاية الأسبوع، حيث روى قصة انحرافه منذ أن طُرد من المدرسة مبكّرا، فدخل عالم المخدّرات، التي كانت السبب الأول في ارتكابه للجريمة. وكانت والدته تعاتبه دائما على مصاحبته لأصدقاء السوء، وعلى انحرافه وعودته يوميا متأخّرا إلى المنزل مخمورا، ورغم ذلك كانت تبحث عن علاج لفلذة كبدها، راحت تزور الرقاة، ولكن لا حياة لمن تنادي. وبدلا من أن يرأف بحال والدته، طلب منها أن تخطب له فتاة معروفة بسوء أخلاقها وبتردّدها على الملاهي والحانات، الأمر الذي رفضته العائلة، فكانت القطرة التي أفاضت الكأس، فخطّط للانتقام من العائلة وقتل كل أفرادها. المتّهم اعترف، خلال مواجهته بجناية قتل الأصول، أنه يوم الواقعة اقتنى قارورة غاز مسيلة للدموع وأخذها إلى البيت، وتناول كمية كبيرة من الخمر، حتى لا يتراجع عمّا عزم عليه، حيث دخل إلى البيت عند الواحدة زوالا وهو يترنّح تحت تأثير الخمر، وقام بإخبار شقيقه أن صديقه ينتظره في المقهى ويطلب حضوره، فخرج الأخ تاركا والدته لمصيرها المحتّم، فقام بغلق الباب الخارجي على غير عادة العائلة، ثم اتّجه إلى المطبخ وهو يدرك أن والدته ستتبعه لتواصل تقديم ملاحظاتها، حيث تظاهر بشرب الماء، ثم التفت إليها ومدّ يديه إلى رقبتها وراح يضغط عليها، ثم أخرج قارورة الغاز المسيل للدموع وقام برشّها حتى سقطت على الأرض، ليخرج بعدها خيط سرواله الرياضي وخنقها به، فتأكّد أنها فارقت الحياة إلى الأبد، ثم قام بجرّها إلى غرفة مجاورة ووضعها تحت السرير، وهيّأ خشبة بها مسامير للقضاء على شقيقه، وبمجرّد عودة هذا الأخير وجد الباب الخارجي للشقة مغلقا، فراودته شكوك بحدوث مكروه فعاد أدراجه، وفي تلك الأثناء عادت شقيقته إلى المنزل، نادت والدتها فلم ترد عليها، وهنا قامت بالبحث عنها في أرجاء المنزل لتجد شقيقها القاتل ملقى على الأرض وبجانبه والدته تحت السرير، ما جعلها تخبر مصالح الأمن. الجاني أكّد أن نيته كانت القضاء على كافة أفراد العائلة، وأضاف أنه راح يترصّد أفراد عائلته لمدة شهر قبل الوقائع، لمعرفة مواعيد دخولهم وخروجهم، وأنه تناول يوم الوقائع الخمر بكمية كبيرة إلى جانب حبوب مهلوسة، حتى لا يتردّد لحظة في قتل والدته، كما تردّد في قتل شقيقته سابقا، وأضاف أنه ندم على الجرم الذي ارتكبه بمجرد أن سقطت والدته جثة هامدة أمامه وبدأ مفعول المخدّر يزول. وعند انتهاء المتّهم من اعترافاته، جاءت مرافعة النائب العام الذي تأسّف لمثل هذه الجرائم التي أصبحت في تزايد مستمر، لاسيما وأنها تُرتكب ضد أحد الأصول. وبعد المداولات، تمّ إدانة المتّهم بعقوبة الإعدام.