مكّنت تحرّيات عناصر فصيلة الأبحاث للدرك الوطني بالبليدة، التي شنّتها منتصف نوفمبر الماضي، على خلفية عملية اختلاس مليار و600 مليون من مكتب بريد الشبلي، من توقيف ''موح الدزيري'' المدبّر الرئيسي لعملية الاختلاس بمشاركة قابض البريد وزوجته. كشفت تحقيقات مصالح فرقة الأبحاث، أنّ المتورّط الرئيسي كان ينتحل اسم ''موح الدزيري'' وأسماء أخرى تُخفي هويّته الحقيقية، على اعتبار أنّه محل عدّة أوامر بالقبض من طرف العدالة في قضايا النصب والاحتيال وخيانة الأمانة. واستنادا لنتائج تحريات الدرك، فإنّ المحتال تمكّن من اصطياد ضحاياه من ولايات شرق البلاد ووسطها كعنابة والجزائر، قبل أن ينتقل إلى مدينة الشبلي، حيث قام بفتح عدّة محلات تجارية مكّنته من استقطاب عديد الزبائن عرض عدد منهم مشاركته في تجارة مربحة بعد تخطيط مسبق في كسب ثقتهم. مستهلاّ مخططه الإجرامي باقتراض مبالغ مالية معتبرة من ضحاياه، ثم يرجعها لهم في وقت قياسي مقابل فوائد وهدايا قبل أن يتّجه لحيلة إشراك الضحايا في مشاريع وهمية يكون الاتفاق على أساس حصولهم على فوائد مضاعفة للمبلغ المستلم. وقد نجح المسمى ''ق.م'' من الإيقاع بأكثر من 20 ضحيّة من الشبلي سلبهم نحو 10 ملايير، بينهم قابض البريد الذي أقرض المتهم الرئيسي مليار و600 مليون على أن تكون الفائدة مضاعفة. غير أنّ الأخير تأهّب للفرار بغلق محلّه التجاري يوما قبل الحادثة ولاذ بالفرار دون أن يترك أثرا أمام غياب دلائل تثبت هويّته الحقيقية التي كشفتها مصالح الأبحاث بعد تحريات مكثفة أثمرت بتوقيفه متخفّيا داخل منزلٍ في طور الإنجاز بمنطقة واضية بولاية تيزي وزو تبيّن أنّه ملك لشقيقته.