لم تكن الفتاة ''س'' تدري أن الشاب الذي آثر عدم إهدار الوقت والدخول من أوسع الأبواب لطلب يدها للزواج، ليس سوى محتالا من الذين تستهويهم لذة مشاهدة أفلام الجريمة والرغبة في استنساخها على أرض الواقع، لتستيقظ بعد فترة قصيرة على حقيقة أن الزوج الموعود ليس سوى ذئب بشري قام باغتصابها وسلبها مجوهرات بقيمة 100 مليون قبل أن يتركها في حالة يرثى لها على حافة طريق عمومي. وقائع هذه القضية التي عالجتها محكمة الجنايات لمجلس قضاء المسيلة مؤخرا، والتي ساهمت فيها سذاجة الفتاة إلى حد بعيد في نجاح السيناريو الذي وضعه المتهم للوصول إلى مجوهراتها وشرفها في آن واحد، تعود إلى الثاني من جانفي الماضي عندما تقدمت ''س'' إلى مصالح أمن دائرة سيدي عيسى، من أجل تقديم شكوى ضد مجهول قام بهتك عرضها وسلبها مجوهراتها التي تصل قيمتها إلى 100 مليون، قبل أن يرمي بها على مشارف طريق عمومي. الفتاة صرحت أن المتهم كان اتصل بها هاتفيا عن طريق الخطأ وبرقم مجهول على رقم هاتفها الخلوي، وقال أنه وقع عليها عن طريق الخطأ وطلب الاعتذار بلباقة معهودة، قبل أن يجدّد اتصاله بعد ذلك، وأخبرها باسمه وأنه من مدينة أخرى ويرغب في الحصول على رقم أخيها بغية التعجيل بطلب يدها منه، بعدما لمس أن هناك ميلا نحوها. إلى هنا استطاع المتهم كسب ود الضحية وأخيها وسهّل له ذلك التمادي في التخطيط لجريمته، قبل أن يتم إيقافه واعترافه بارتكاب جرائم مماثلة على عدة فتيات بنفس الأسلوب والطريقة، ليصدر بحقه حكما بعشر سنوات سجنا.