كل هذا و غيره تحصده "الجزائرالجديدة" في هذا المقال ، لتقف على أطلال جرائم خطيرة نفذتها حسنوات وقاصرات بأوامر من عشاقهن ، أملا في الظفر بحبيب و زوج مستقبلي لا يمكن لطلباته أن تقابل بالرفض ، وكل هذا في سبيل الحب و كل مصطلح علق به كالعشق و الغرام ، فصدق من قال " من الحب ما قتل" . و في هذه السطور نعرض قضايا كانت بدايتها غزل و نظرات ، إعجاب و همسات ، مواعيد غرامية و همسات و انتهت في أروقة القضاء ، بعدما تحولت الفتيات بأوامر عشاقهن إلى مجرمات . تسرق المعادن الصفراء وتمنحها لحبيبها حتى لا يشهّر بها
يبدو أن تكنولوجيا الأنترنيت التي حوّلت العالم إلى قرية صغيرة صارت نقمة أكثر منها نعمة في يد من يستغلها لمآرب دنيئة ، و صارت مواقع الدردشة وسيلة يعمد إليها الكثير من شبابنا في الضغط على الفتيات الساذجات و ناقصات العقل ممّن جمعتهم بهن علاقة غرامية عرفت طريقها إلى سلك سبل التهديد و نشر الفضائح ، و الأخطر من ذلك أن تتحول الفتاة التي وقعت في حب مخادع إلى مجرمة و لصة محترفة بطلب من حبيبها الذي يخيرها بين تنفيذ أوامره أو نشر غسيل علاقتهما الآثمة ، لتجد نفسها مجبرة على الأخذ بالخيار الأول ، في هذا الصدد نذكر قضية فتاة قاصر لم تتجاوز بعد عتبة السن السادس عشر من عمرها ،وقد وقعت ضحية تهديد بالتشهير من طرف شاب متهوّر ارتبط بها غراميا بعد تعرفه عليها ، فاستغل مراهقتها وسذاجتها من خلال الضغط عليها ، ليقوم في نهاية الأمر بسرقة ما قيمته 40 مليون سنتيم من الذهب من منزل عائلتها بالرويبة ، فالمتهم خطّط جيدا لعمليته الدنيئة من خلال دخوله المفرط لمواقع الدردشة التي تعرف من خلالها على الضحية في قضية الحال عبر " الفايس بوك " ولمّا تأكد من عدم نضجها بدأ يضغط عليها ويهددها بالتشهير بعلاقتها معها و فضحها أمام أبيها , فكانت في كل مرة تستسلم لتهديداته من خلال منحه سلسلة أو خاتم من الذهب والتي كانت في الأصل من مجوهرات عمتها ووصلت الوقاحة بالمتهم إلى تهديد فريسته المراهقة إلى حد دخول منزل عمتها الضحية لخمس مرات , وبعد تعرّفه على خبايا المنزل, قام باقتحامه عن طريق الكسر واستحوذ على ما تبقى من مجوهرات والتي تفوق قيمتها الأربعين مليون سنتيم. تتفق مع خطيبها على سرقة حلي خالتها أثناء غيابها بسيناريو محبوك و مشابه للأول ، وفي قضية كان فيها العشيق الرأس المدبر لتنفيذ الجريمة ، و أضحت فتاته العبد المطيع الذي يتقبل كل الأوامر برحابة صدر ، اتفقت فتاة مع خطيبها على رسم خطة محكمة من أجل السطو على مجوهرات خالتها التي كانت تتردد إليها باستمرار ، ويوم تنفيذهما الجريمة راحت الخطيبة تزود خطيبها بكل صغيرة وكبيرة عن تحرّكات أصحاب المنزل ، ولما تأكدت من مغادرتهم جميعا سارعت لإعلامه فدخل رفقة قريبين له ، واستحوذ على معادن صفراء و مبلغ مالي معتبر من أملاك الخالة التي وضعت كل ثقتها في ابنة شقيقتها التي غدرت بها مستغلة غيابها ، وبهذا أحيلت الشابة وخطيبها إلى جانب قريبيه على العدالة عن تهمة تكوين جمعية أشرار والسطو والسرقة ، وحسب ما دار في جلسة محكمة الحراش التي طرحت أمامها فصول القضية التي تعود إلى الخامس من شهر مارس المنصرم ، فقد أقدم الخطيب المتهم الرئيسي في قضية الحال على دخول شقة خالة خطيبته باستعمال مفاتيح قام باستنساخها في زيارة سابقة لها حينما تحجج بخروجه لبضع دقائق من أجل شراء علبة سجائر ليعود بعدها لإرجاعها ، والغريب في قضية الحال أنه كان يتزود بمعلومات وتحركات أفراد عائلة خالتها من أجل الاستحواذ على مجوهراتها من خطيبته التي كانت تنقل له كل أخبار عائلة خالتها ، الأمر الذي سهّل عليه الدخول إلى شقة الضحية رفقة ابني عمّه و الاستحواذ على مبلغ مالي كان موجودا بنفس الخزانة بقيمة 60 مليون سنتيم .
بتحريض من عشيق إحداهما تطلقان الدعارة و تختصان في سرقة المركبات بأمر من عشيق إحداهما طلقتا عالم الدعارة العفن و اختصتا في سرقة المركبات. وحسب ما ورد في قرار إحالتهما على العدالة فإن الفتاتان كانتا تقومان بسرقة المفاتيح من الضحايا بعد استدراجهم لكونهما من بائعات الهوى ،ومن ثمة تقومان بتقديم المفاتيح للمدعو ( ق.م) الذي يتكفل بالسرقة والذي بدوره يقدمها لزميل له بغرض تزوير وثائقها ورقمها التسلسلي. فكان آخر ضحاياهم شخص في الأربعينات من العمر ، والذي تعرّضت سيارته للسرقة من طرف العصابة التي نفذت جرمها بالتواطؤ . ولدى استجواب المتهمين أمام هيئة المحكمة تبين أن المتهم "ن" كانت تربطه علاقة غرامية بالمتهمة (ب. ن) حيث أكدت أن المدعو (ق.م) هو من أقنعها بالفكرة وأغراها أن العمل معه سيدّر عليها وعلى صديقتها أموالا طائلة بدل المتاجرة بجسديهما ، و بتاريخ الواقعة قامت صديقتها المدعوة ( س. ف) بإغواء الضحية ودعته لقضاء ليلة حمراء معه فوقع فريسة سهلة بين يديها ، ما مكنها من سرقة مفاتيح سيارته وتقديمها للمدعوة (ب. ن ) والتي بدورها منحتها للمدعو ( ف.م) وعلى ضوء هذه الوقائع والمعطيات ، أقرّ المتهم بالأفعال المنسوبة إليه والمتعلقة بتورطه في ارتكاب جنحة التحريض على السرقة وتكوين عصابة أشرار وكذا التزوير واستعمال المزور في محررّات إدارية لتقض هيئة المحكمة بإدانة أطراف القضية .
تضبط في وكر للانحراف بحمل لثمرة العار رفقة من تزوجته عرفيا و صديقه استغلت مصالح أمنية تنشط بنواحي العاصمة معلومة مفادها أن إحدى الشقق المتواجدة بشارع محمد الخامس قد حوّلت إلى وكر لممارسة الفسق والرذيلة ، و بمداهمة المصالح ذاتها للشقة تمكنت من إيقاف فتاة حامل و عشيقها الذي أكدت وجود رابطة شرعية تجمعها به ، إلى جانب صديقه ، و بعد عملية التفتيش التي خضعت لها الشقة عثر رجال الأمن على كمية من السموم فأحيل الثلاثة بشأنها على العدالة . المتهمون الثلاثة امتثلوا مؤخرا أمام القضاء لمواجهة جرم حيازة واستهلاك المخدرات ، وما إن أعطيت الكلمة للشابة المتهمة راحت تفند الجرم المنسوب إليها ، مؤكدة أن لا ضلع لها لا من بعيد ولا من قريب في قضية الحال ،و إنما تواجدها ليلة الوقائع في شقة المدعو "ز.م" البالغ من العمر 22 سنة ورطها في القضية ، و لم تنكر الفتاة في معرض تصريحاتها العلاقة الغرامية التي جمعتها بهذا الأخير و التي كان نتاجها حملها منه بعد خطبته لها ، وأنها يوم الواقعة تركتها والدتها بالشقة بمفردها ، الأمر الذي جعلها تهاتف خطيبها من أجل التكفل بنقلها إلى المستشفى بعد سوء حالتها الصحية لكونها حامل في شهرها الثالث ، نافية في السياق ذاته تناولها المخدرات لأنها لا تطيق رائحتها ،في حين أشار المتهم الثالث المدعو"د.أ" أن تواجده بالشقة التي تعود ملكيتها لخطيب الفتاة ،كان من أجل مشاهدة قناة الجزيرة الرياضية، هروبا من الجو العائلي المكهرب الذي يحياه و أفراد عائلته نافيا هو الآخر علاقته بالسموم . فيما أكدّ دفاع الفتاة أن موكلته عقدت قرانها عرفيا بالشاب المتهم بقراءة الفاتحة أثناء خطبتهما ، ومن جهته وكيل الجمهورية وفي مداخلته التمس تسليط عقوبة لا تقل عن سنة سجنا نافذة على الشاب , خطيبته وكذا صديقه ، وبهذا صارت الفتاة متورطة في قضية مخدرات علاوة عن ثمرة العار التي حملتها في أحشائها باسم الحب .
غريمها هددها بالقتل إن لم تنقل السموم فرضخت لطلبه تلقت مصالح أمن بلدية الرغاية شرق العاصمة شهر فيفري من السنة الجارية ، معلومات مفادها وجود شابة في العشرينيات تقود عصابة مختصة في ترويج المخدرات، لتفتح ذات المصالح تحقيقا في القضية ، انتهى بإيقاف المتهمة و هي شابة مسبوقة قضائيا في عدة قضايا تعلقت بالسرقة و المخدرات ، إذ سبق لها المثول أمام عدة محاكم على مستوى العاصمة كالحراش ،باب الوادي ،و على مستوى محاكم بومرداس كبودواو و الرويبة ، و قد ضبطت المتهمة متلبسة بحيازة كمية معتبرة من المخدرات قدرت بحوالي13 قطعة من الكيف المعالج بغرض ترويجها . و لدى مثول مواجهة الشابة هيئة المحكمة أنكرت التهمة المنسوبة إليها في بداية الأمر ، مؤكدة أن كمية المخدرات التي عثرت عندها ليست ملكها بل هي ملك لعشيقها الذي أرغمها على إيصال تلك الكمية من الكيف المعالج لأحد أصدقائه مهددا إياها بالقتل إن لم تقم بذالك ، لذالك رضخت لمطلبه و احتفضت بالكمية التي بحوزتها إلى أن تمّ إيقافها . وبهذا تورطت الفتاة في أخطر الجرائم التي لا يتهاون القانون في معاقبة مرتكبها ، و السبب رضوخ لأمر غريم لا يستهان بمطلبه حتى و إن اقترن بجرم كالمتاجرة بالمخدرات .
تشارك عشيقها فصول جريمة دموية طالت حارس شركة إن اقتصرت الجرائم السالفة الذكر على السرقة و المخدرات ، فمن القضايا التي تطرح أمام القضاء الأكثر خطرا من ذلك ، خاصة إذا ما تعلق الأمر بجرائم الدم ، خصوصا تلك التي يقف من وراءها العشاق ، هنا نذكر فصول الجريمة التي نفذتها سيدة متزوجة رفقة عشيقها المقاول في حق حارس مؤسسة و أزاح اللثام عنها زوجها بعدما هددت بتصفيته جسديا مثلما فعلت مع الحارس المغدور به ، ليلتها قاما بتكبيل يديه و تقييد رجليه ، ثمّ عمدا إلى وضع شريط لاصق على فمه ،فكان السبب في صعود روحه إلى بارئها ، ما من ذنب سوى أنه اكتشف تسللهما إلى مكتب الشركة التي يحرسها من أجل سرقة بعض الملفات المهمة ،و بعد التحقيق تبين أن الجانيان هما موظفة بالشركة ومقاول تربطها به علاقة غرامية ، قاما بقتل الحارس بعد تفطنه لأمر تسللهما إلى أحد المكاتب من أجل سرقة بعض الملفات ، وجاء الكشف عن خيوط الجريمة بعد التصريحات التي تقدم بها الشاهد في قضية الحال ، والتي ورد فيها أن زوجته المتهمة هددته بتصفيته جسديا مثلما قتلت الحارس وهذا بعد تفطنه لمعاشرتها للمقاول شريكها في الجريمة .
وورد في قرار احالة الجانيان على العدالة أن المتهمة كانت موظفة بالشركة السالفة الذكر و كانت تتردد بعد أوقات العمل للشركة بغرض الوصول إلى المكاتب و الحصول على ملفات لصالح زوجها السابق إلى أن راودتها فكرة السطو على الشركة رفقة عشيقها المقاول الذي كانت تجمعه تعاملات مع الشركة .
علاقة آثمة جمعت طيّار بطالبة جرته إلى القضاء كثيرا ما ترتبط جرائم العشاق بقضايا الشرف ، وقد تناولت جنايات العاصمة مئات القضايا منها في جلسات طبعتها السرية ، و غالبا ما كان بطلها شاب طائش في مقتبل العمر سلب فتاته شرفها باسم العشق والغرام ، فصدقت هي الأخرى أكذوبة جعلتها تغرق في بحر الحب و الهيام لتسلمه أغلى ما تملك على طبق من ذهب ، و كم من فتاة صدقت الألاعيب ولم تتفطن لمكر وخديعة من أغرمت إلا بعد فوات الأوان ، لكن المثير في قضية الحال أن كلا من المتهم و الضحية من الطبقة المثقفة التي يجدر بها توعية الجيل الصاعد لا أن تكون أسوء قدوة له ، و هنا نستذكر جملة من التهم شكلت جرما جنائيا جرّ من خلاله قائد طائرة بالخطوط الجوية الجزائرية وطيار سابق بوحدات القوات الجوية إلى أروقة القضاء ، فمن الاحتيال و إنتحال صفة كابيتان "بدياراس" من أجل الإيقاع بضحاياه في شباك النصب إلى تورطه في جناية تقديم طفل لامرأة لم تضعه بعدما حملت منه عشيقته الطالبة الجامعية وقام هو بتسجيل ثمرة العار في الدفتر العائلي الذي يجمعه بزوجته الأصلية المتوفاة بالتواطىء مع مديرة عيادة توليد خاصة.
تحريات الشرطة وبعد أن انطلقت من شكوى الضحية ضد الطيار منتحل صفة رائد بالأمن العسكري أسفرت على تورطه في قضية أخلاقية، كانت نتيجة علاقة حميمية بطبيبة كانت طالبة بجامعة الطب بالجزائر ، حيث تعرّفت عليه بمخيم صيفي بزرالدة سنة 2005 ليتطور الأمر بينهما لحد إيوائها بشقته الخاصة بعد أن رفضت إدارة الإقامة الجامعية لبن عكنون إيواءها ، وهو ما جعل علاقتهما الحمييمية تثمر حملا بطفل غير شرعي ، تم إنجابه بعيادة خاصة بالتوليد بالعاصمة، حيث قام الطيار بتسجيله بالدفتر العائلي بمصلحة الحالة المدنية للقبة ، على أساس أنه ابنه من زوجته الحقيقية المدعوة ''أ. ط''، بعد تزوير شهادة الولادة، بالتواطىء و مديرة عيادة "الفتح" التي كانت تربطها به علاقة صداقة من زوجته الأولى المتوفاة . القاضي الجنائي واجه الطيار بالجناية الأخرى المتعلقة بتقديم طفل لامرأة والتزوير ، لكنه أكد أنها زوجته الشرعية وليست عشيقته حيث تزوجها بالفاتحة وان ابنه شرعي منها ، مفيدا أنه فعلا أخذها لوضع حملها بعيادة "الفتح" الخاصة ، حيث أخبر مديرة العيادة أنها زوجته بالفاتحة وان الوثائق الطبية كانت باسم السيدة "ص.أمال" غير انه عندما تم تسجيل الطفل ، قرّر الطيار والطبيبة تسجيله على اسم زوجته الحقيقية ، كي يعيش رفقة شقيقه "مهدي" وهذا كي لا يشعر بالاغتراب عن عائلته ، نافيا علمه بأن الأمر يشكل جرما نظرا لان الأمر إنساني بالدرجة الأولى . مريم والي