يشكو الفلاحون من مناطق عديدة بالوطن من العراقيل، التي تحول دون تشجيعهم على استعمال الأسمدة الفوسفاتية، خاصة عدم وجود مخازن، ناهيك عن بطء وصول المواد الفوسفاتية من مجمّع فرتيال بعنابة، كون عملية نقلها تخضع لإجراءات أمنية صارمة شرع في تنفيذها خلال الموسم الفلاحي 2007/ .2008 وطالب فلاحو المناطق الوسطى والغربية بتخفيف الإجراءات الأمنية، حتى يتسنى لهم الحصول على ما يحتاجونه من أسمدة لأراضيهم في الوقت المناسب من الموسم الفلاحي، مؤكدين على جملة العراقيل، التي تحول دون تشجيعهم على تطوير منتوجاتهم، والمتمثلة أساسا في عدم نشر الوعي في صفوفهم بخصوص القيام بتحليل التربة، تأخر حل مشكلة العقار الفلاحي، خاصة أن السلطات العمومية تعمل على دعم استعمال الأسمدة بنسبة 20 بالمائة. أكد السيد مازوز بن جدو، مدير السوق الداخلية بالإدارة العامة للمجمع، أن الطلب على الأسمدة زاد في السنة الماضية من 15 بالمائة إلى 20 بالمائة، في الوقت الذي قامت فيه المؤسسة بتوقيف وحدة الإنتاج في شهر ماي 2012، وهي الوحدة التي لم يتم تغيير عتادها منذ 20 سنة، ما دفعها إلى اللجوء إلى استيراد 7700 طن من فنلندا لتلبية حاجيات الفلاحين من الأسمدة. وأضاف نفس المسؤول أن نسبة تغطية فرتيال للسوق الداخلية من الأسمدة ارتفع بين سنتي 2006 و2011 من 52 بالمائة إلى 68 بالمائة، بإنتاج بلغ 104061 طن سنة 2006 و198793 طن سنة 2011، حيث تعمل فرتيال على تحقيق هدف وصول الأسمدة إلى الفلاحين في الوقت المناسب. وعبّر بن جدو عن أسفه لعدم تحقيق هذا الهدف بالنسبة لفلاحي المناطق الوسطى والغربية، حيث لا تستطيع المؤسسة إرسال الكميات اللازمة، المقدرة ب2200 طن من مختلف الأنواع لهاتين المنطقتين في الأسبوع الواحد لأسباب لوجيستيكية، ناهيك عن عدم وجود مخازن للأسمدة هناك. وذكر نفس المسؤول أن عملية توزيع الأسمدة على الفلاحين تقوم بها 50 تعاونية للحبوب والبقول الجافة على المستوى الوطني، مضيفا أن مجمع فرتيال سخر مخبرا لتحليل التربة منذ 2008، حيث يقوم ب10 آلاف عملية تحليل للأتربة والنباتات والمياه سنويا، ويشرف عليه 15 مهندسا ومرشدا زراعيا، تابعين لمجمع فرتيال، وبإمكان مختلف الولايات الاستعانة بخدماته المجانية لمعرفة نوعية التربة وما تحتويه من عناصر غذائية.