أثبت إجراء الخبرة البيولوجية بالمعهد الوطني للأدلة الجنائية وعلم الإجرام للدرك الوطني، بعد أخذ عيّنة دم من المتّهم الرئيسي (ب. م)، أبوّته للرضيع أشرف، فيما ينتظر إصدار أمر بالقبض على والدته من طرف العدالة. اسمه (ك. عبد الغني) من مواليد ال18 جويلية 2012 بمستشفى حسيبة بن بوعلي بالبليدة. التحقيق في ملف الرضيع الذي أطلق عليه اسم ''أشرف'' بعد العثور عليه معلّقا على جذع شجرة بحواف وادي الشفة منذ قرابة الشهرين، أكّد محاولة والدته التخلّص منه عدّة مرّات، قبل أن تتراجع عن فعلتها أملا في اعتراف عشيقها بابنه أمام إنكارٍ منه أنّه ليس من صلبه. غيي أنّ خبر زواج عشيقها بأخرى، أثار غضبها فاتّجهت إليه حاملة فلذة كبدها، عارضة عليه التكفّل به هو وزوجته، مبدية عدم تحمّل المسؤولية لوحدها. ولم يجد الأب حلاّ يخلّصه من عار عشيقته، سوى التخلص من الرضيع بإلقائه في عنصر القردة بالشفة. في البداية، تمّ ربط حادثة العثور على الرضيع بفرضيّة محاولة اختطاف أو سرقة سيارة والتخلّص من الصبي، قام إثرها قائد المجموعة الإقليمية للدرك الوطني بالبليدة بعقد ندوة صحفية، تطرّق من خلالها للقضية، موجّها نداء للمواطنين قصد المساهمة في التعرّف على الطفل، وهو ما كان فعلا، حيث أكّدت إحدى العائلات أنها اتصلت بوالدته تخبرها برؤية ولدها في الصحافة، غير أنّ المتهمة التي لاتزال في حال فرار أكّدت لها أنّ ابنها يتواجد معها، قبل أن تكشف تحريّات عناصر فصيلة الأبحاث للدرك الوطني بالبليدة عن تفاصيل مثيرة في قضية ''البراءة أشرف''، أبرزها أنّ الوالدة (ك. ح) علمت بتخلّص عشيقها من فلذة كبدها، غير أنّها عقدت موعدا مع عشيقها غير مكترثة بمصير ابنها، حيث أمضيا الليلة معا في اليوم الموالي. ورغم إنكار الجاني لكلّ تفاصيل الحادثة، فضحت دلائل عناصر الدرك كلّ تحرّكاته. وفي انتظار ما ستسفر عنه نتائج التحقيق القضائي، يتواجد الرضيع الذي لقيت قصته تعاطفا وتضامنا كبيرين، بمصلحة الضمان الاجتماعي.