تمكنت مصالح فصيلة الأبحاث للدرك الوطني بالبليدة، من فكّ لغز الرضيع الذي عثر عليه معلّقا على جذع شجرة بوادي الشفة بعد قرابة الشهر من التحريات المكثفة، أفضت بالقبض على والده ''مرتكب جريمة محاولة القتل'' وشريكه، فيما لا تزال والدة الرضيع في حالة فرار. تعود تفاصيل القضية التي اهتز لها الرأي العام، إلى نهاية شهر أكتوبر الماضي، إثر العثور على رضيع معلّق على جذع شجرة، أظهرت التحريات الأولية بشأنه أنّه تعرّض لسقوط عنيف على علو 16 مترا من الطريق الوطني رقم واحد الرابط بين المديةوالبليدة وتحديدا عند ''نزل القلعة'' بعنصر القردة، تدخلت على إثرها مصالح الدرك من أجل انتشاله بعدما بلغ مسامع أحد المارّين كان في طريقه لأداء فريضة صلاة العشاء بالمسجد صراخ وبكاء الرضيع، وتوصلت نتائج التحقيقات بالكشف عن هوية المشتبه فيهم والقبض على اثنين، فيما لا تزال الأم في حالة فرار. ويتلخّص الملف في إقدام والدة الرضيع على تسليمه لأبيه بعد فشل مساعيها في إقناعه بالزواج منها أو الاعتراف بنسب الطفل إليه، والذي قامت بتسجيله باسم عائلتها بعد ولادته. وجاءت خطوة الأم التي تنحدر من ولاية عين الدفلى، كردّ فعل بعد أن بلغتها معلومات تؤكّد زواج والد الرضيع من فتاة أخرى، الأمر الذي جعلها تلقي بمسؤولية رعاية الطفل على عاتق أبيه الذي اهتدى إلى حيلة شنيعة للتخلّص منه. وتقول رواية الحادثة التي تضمنها ملف القضية، إنه قام بالاتصال بأحد أقاربه من أجل نقله إلى عنصر القردة بالشفة، وهناك وبكل برودة أعصاب، قام بقذف الرضيع أسفل الوادي للتخلص منه ومما قد يعكر عليه صفو حياته الجديدة، وتجنبا للعار الذي قد تتسبب فيه قصته مع عشيقته، دون أن يعلم بأنه بفعلته تلك ارتكب جريمة في حق مولود بريء لا ذنب له في كل ما يحدث. ''الخبر'' تزور أشرف هذه القصّة الغريبة التي أثارت فضول وتساؤل مختلف شرائح المجتمع، جعلت من مستشفى بن بولعيد مزارا لعشرات الأشخاص من ولاية البليدة وخارجها، لا لشيء سوى للاطمئنان على هذا الطفل. وأبرزت زيارة ''الخبر'' مدى شعبيّة الرضيع الذي أطلق عليه اسم ''أشرف'' حيث تتهاطل عليه يوميا الهدايا والملابس ومختلف مستلزمات الرضيع، من طرف الزوّار الذين يتجاوز عددهم ال 60 في اليوم، غير أنّهم لم يتمكّنوا من رؤيته لدوافع أمنية. فيما يشكّل الرضيع المحبوب اهتماما بالغا من طرف الطاقم الصحي المتكفل برعايته، مما سمح بخلق جوّ عائلي أحلاه وجود المحظوظ برعاية الله وسطهم، حيث أكّدت إحدى الممرضات أنّ الرضيع أشرف البالغ 4 أشهر هادئ الطباع، يحبّ اللّعب ولا يبكي مطلقا، كأنّه يدرك أنّ الحضن الذي يكفله ليس عطف والديه.