قال اللّه سبحانه وتعالى: {وَضَرَب اللهُ مثلاً قرية كانت آمِنَة مُطمئنَةُ يأتيها رزقُها رَغَدًا من كلّ مكان فَكَفَرَت بأنْعُمِ اللهِ فأذَاقَهَا اللهُ لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون} النحل:112. يذكر المفسّرون أنّ هذا المثل، ضربه سبحانه لبيان ما كان عليه حال أهل مكة؛ لأنّهم كانوا في الأمن والطمأنينة والخصب، ثمّ أنعم اللّه عليهم بالنِّعم العظيمة، وهو محمّد صلّى اللّه عليه وسلّم، فكفروا به، وبالغوا في إيذائه، فسلَّط اللّه عليهم البلاء والوباء. وقد قالوا هنا: عذّبهم اللّه ب(الجوع) سبع سنين، حتّى أكلوا الجيف، والعظام، أمّا (الخوف) فهو أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم كان يبعث إليهم السرايا، فيغيرون عليهم.