تحدث الأستاذ سعد بن بشير العمامرة من وادي سوف، خلال مداخلته أول أمس، بالندوة التي نظمتها جمعية النداء المغاربي والحوار المتوسطي، بالمركز الثقافي لبلدية هيليوبوليس بفالمة، عن سياسة الرئيس ''هواري بومدين'' والوحدة المغاربية. فقال أن الجزائر حصلت على استقلالها بطريقة مشروعة، بخلاف ما حدث في تونس، أين قام الرئيس لحبيب بورفيبة باتصالات مشبوهة لتحقيق أهداف تونس، والتي تبرّأت منها لجنة التحرير المغربي التي كان يتزعمها عبد الكريم الخطابي. ومن جهته، قدّم الدكتور فاتح دبيش المتخصص في علم الاجتماع من جامعة فالمة، تحليلا سوسيولوجيا لأهم القرارات الصادرة في العهدة الرئاسية ل ''هواري بومدين'' كرجل دولة، وشخصية رمزية، حيث قال أن التحليل العلمي والموضوعي، يبينّ أن عظماء التاريخ ليسوا أشخاصا عاديين، من زاوية أنهم جاؤوا في محطات تاريخية نادرة وغير قابلة للتكرار، وبرزت معهم أفكارهم الحداثية في ظروف ومنعطفات معينة، تماما كما حصل مع الرئيس، والذي صنع لنفسه وللدولة الجزائرية مجدا. وعدد الدكتور دبيش الصفات التي ميزت الرئيس هواري بومدين، منذ طفولته التي اتسمت بالتعقد والصعوبة والإنعزالية، مقابل قابليته للتجاوب مع الأحداث والتطلعات والتفكير عن بعد، وقدرته على استشراف المستقبل. وقال إن علماء الاجتماع يعبرون عن هذه الشخصية ب ''الشخصية الملهمة'' أو ''الكاريزماتية''، وهي شخصية لا يعاد إنتاجها، ولذلك بقيت، حسبه، شخصيته محفورة في الذاكرة الجماعية.