كشف رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، محمد روراوة، أن هيئته، ابتداء من الموسم الكروي القادم، ستتعامل مع النوادي التي تملك إجازة النادي المحترف وفقا للتعديلات التي طرأت على دفتر شروط الأندية، مشددا اللهجة إزاء القائمين على الأندية المحترفة الذين يرفضون حاليا فتح رأسمال شركاتهم. رغم اعترافه الضمني بفشل مشروع الاحتراف في موسمه الثالث، إلا أن رئيس الفاف محمد روراوة، أكد أن هيئته لا تتحمّل مسؤولية تماطل وتيرة مشروع الاحتراف في عامه الثالث، قائلا ''في البداية كان لزاما علينا الدخول في عالم الاحتراف وفقا لمتطلبات الفيفا، وحينها طلبت من الأندية الانخراط في هذا المشروع، من خلال إعداد ملفات تتماشى ودفتر الشروط المعمول به.. صحيح أنني كنت أتمنى ألا يتعدى عدد الأندية المحترفة في البداية ثمانية أو عشرة فرق، لكن ماذا عساني أن أفعل، فالنوادي ,32 تقدمت بملفات كاملة، حيث أنشأت كلها شركات ذات أسهم، لكن الأندية بعدها لم تحترم قواعد اللعبة، بدليل أن أغلبية الفرق، لم تفتح الرأسمال شركاتها، حتى يتسنى للمؤسسات أو للأشخاص الاستثمار''. وفي إشارة ضمنية، حمّل رئيس الفاف رؤساء الأندية المحترفة مسؤولية فشل مشروع الاحتراف، بدليل أنه قال ''المزايا التي قدمتها الدولة للأندية المحترفة، أسالت لعاب العديد من الرؤساء الذين سارعوا إلى إنشاء شركات ذات أسهم للحصول على مبلغ 10 ملايير سنتيم، لكن تناسى بعضهم أن الحصول على هذا المبلغ، مرتبط بشروط''. ولم يكتف روراوة بذلك، بل صرح ''لحد الساعة رفض رؤساء الأندية فتح رأسمال شركاتهم لقطع الطريق أمام المستثمرين الحقيقيين الذين يريدون الاستثمار في عالم كرة القدم، حتى أن بعضهم، يضيف روراوة، وضع شروطا تعجيزية، كتحديد أسهم النادي الهاوي بأكثر من 50 بالمائة، وهذا ما لم يشجع المستثمرين على المشاركة في هذا المشروع. روراوة يفتح النار على رؤساء الأندية وأضاف رئيس الفاف أن الإشكالية لا تكمن في نقص الأموال، بل في طريقة التسيير العشوائية للنوادي المحترفة. واستدل روراوة في حديثه عن سوء التسيير، باللاعبين الأفارقة الذين يلعبون في البطولة، قائلا ''هناك 25 لاعبا إفريقيا ينشط في البطولة الاحترافية، يتقاضون أموالا طائلة، حيث تتراوح أجورهم الشهرية بين 50 مليون سنتيم إلى 100 مليون سنتيم، من بينهم ثمانية لاعبين لا يملكون في رصيدهم دقيقة واحدة من المشاركة مع أنديتهم طيلة مرحلة الذهاب، فهذه الأموال تذهب هباء منثورا، في الوقت الذي يشتكي الجميع من نقص الموارد المالية''. وأمام هذه الوضعية، أكد روراوة أن الفاف وبالتنسيق مع الوزارة الوصية قررت تعديل دفتر شروط الأندية المحترفة، مستطردا بالقول ''منذ قرابة شهر، طلبنا من النوادي المحترفة التقرب من الفاف لمعرفة التعديلات التي قمنا بها على مستوى دفتر الشروط، فالأندية بداية من الموسم القادم ملزمة بالحصول على إجازة النادي المحترف التي ستسلم للنوادي التي تستحقها والتي تستجيب لشروط الاحتراف، وعليه من العام القادم لن تعترف بالشركات ذات الأسهم، وإنما بالنوادي التي تملك إجازة النادي المحترف''. وذهب روراوة بعيدا في هذا الموضوع، حينما طلب من رؤساء الأندية المحترفة ضرورة فتح رأسمال شركاتهم وألا تتعدى حصة النادي الهاوي من الأسهم 5 إلى 10 بالمائة من باقي الأسهم، مضيفا ''سنعاقب كل ناد لا يفتح رأس مال شركته، وقد تصل العقوبة إلى حد إقصاء النادي من المنافسة''. وضرب روراوة مثالا على سوء التسيير بما يحدث في بيت مولودية وهران، حيث قال ''جباري اقترح مبلغ 10 ملايير سنتيم لشراء الأسهم، لكن القائمين على الفريق حاليا رفضوا فتح رأسمال، وهو أمر غير منطقي ولا يخدم المولودية الوهرانية''.