يتوقّع هيثم المالح، رئيس هيئة أمناء الثورة السورية ورئيس اللجنة القانونية للائتلاف الوطني المعارض، بأن سقوط نظام بشّار الأسد بات وشيكا، وأن الثوّار في حالة تقدّم، مستنكرا موقف بعض الدول العربية حيال الأزمة السورية، والذي وصفه ب''منتهى السوء''، داعيا المبعوث العربي الأممي المشترك، الدبلوماسي الجزائري الأخضر الإبراهيمي، إلى تقديم تقرير مفصّل للأمم المتحدة يشرح فيه الوضع الراهن والمتأزّم على الأراضي السورية. وأكّد عضو الائتلاف الوطني للمعارضة السورية أن استمرار نزيف الدمّ بسوريا يخدم إسرائيل، التي ترى في الأسد أحسن نظام بالنسبة لها، لأنه يحفظ منطقة الجولان حفظا كاملا. ما هي قراءتك للمشهد السوري، في ظلّ استمرار التقتيل ونزيف الدم؟ الثورة ليست وليدة اليوم، إنما نتيجة تراكمات، فعندما جاء النظام الحالي سنة 1963 ، نظام حزب البعث الاستبدادي الشوفيني القمعي، ظهرت معه حركات تدعو لإبطال النظام، وكانت الانطلاقة من مدينة حماة عام 1964 ، وقتها تدخّل الجيش وقصف المدينة وهدم جامع السلطان، حيث كان الجيش هو الذي يحسم المعركة في سوريا وليس الأمن. وفي عام 1965 دخل ضابط اسمه سليم حاطون إلى المسجد الأموي بدمشق بسيارة آلية عسكرية، وأطلق الرصاص على المصلّين داخل الجامع وقتلهم، ولم يكونوا مسلّحين واعتقل نحو 10 آلاف مصلّ، ووقف رئيس الدولة، وقتها، أمين الحافظ، على شرفة قصر الضيافة، ليقول إن النساء تلدن كثيرا سنقطع أيديهن وأرجلهن ونرميها للكلاب، هذا كلام رئيس دولة. وفي عام 1978 بدأت حركة النقابات في سوريا، وتبنّت نقابة المحامين والأطباء والمهندسين قرارا، كنا القاعدة الشعبية في سوريا رفضت معارضة الداخل وقالت إنها لا تمثّلها قد أصدرناه في نقابة المحامين، طالبنا فيه بإلغاء حالة الطوارئ والاتجاه إلى الديمقراطية وإطلاق سراح المعتقلين. وفي بداية الثمانينيات أصدر حافظ الأسد مشروعاً يجيز حلّ النقابات، وألغى النقابات الثلاث وعيّن جهازا إداريا للنقابات. وفي عامي 1981 و1982 دخل الجيش إلى حماة بقوات خاصة بقيادة علي حيدر، ثم سرايا دفاع بقيادة حركة الأسد، ونسف ثُلث المدينة، وبعدها توجّه الجيش إلى حلب وقام بمجازر جماعية. وحصيلة الفترة ما بين 1980 و1990 ، تقريبا، 70 ألف شهيد في سوريا، ومصادرة 20 ألف بيت وتهجير، تقريبا، 40 مليون سوري، كما سيطرت الأسرة الحاكمة على 85 بالمائة من الدخل القومي وأبقت15 بالمائة فقط للشعب، وبالتالي أصبح ستون بالمائة من السوريين تحت خطّ الفقر، وثلاثون بالمائة من القوى العاملة بلا عمل.. طبعا هذا الضغط كلّه يؤدّي إلى انفجار. ومنذ خمسة سنوات تقريبا، التقيت باللواء هشام ختيار، الذي قُتل في حادث خلية الأزمة، وقلت له أرجو أن تتداركوا الموضوع، وإلا نحن مقبلون على انفجار، وأنا أرى الدماء في الشارع، وللأسف لم يهتم بكلامي. أنا خرجت من السجن في 8 مارس 2011، بعد أن تمّ اختطافي من الشارع في 2009، وحوكمت في محكمة عسكرية لمدّة ثلاث سنوات بسبب كتاباتي، وقبل خروجي من السجن بيومين أذعت بيانا للناس طالبت فيه برحيل النظام، وأن يتحرّكوا للمطالبة بحقوقهم، وبعد بفترة وجيزة خرجوا في مظاهرات سلمية للمطالبة بالحرية، فوُوجهوا بالقتل من البداية، وتم استهداف الجزء العُلوي من أجساد المتظاهرين، في الستة أشهر الأولى، التي اعترف، أثنائها، الأسد بأنها كانت سلمية 100 بالمائة، وفقدنا خمسة آلاف شهيد. وبالتالي هم بدأوا عمل حرب على الشعب، من خلال نشر 3 آلاف دبابة في البلاد، واستعمال طائرات الهيلكوبتر والطائرات الحربية والبوارج البحرية والصواريخ. والآن سوريا مدمّر منها أكثر من 60 بالمائة من البنى التحتية والفوقية. ورسميا، فاق عدد الشهداء الستين ألف، لكن في الحقيقة قد يتجاوز ال100 ألف. كما إن نوعية المجازر التي يرتكبها النظام قذرة ومنحطة أخلاقيا، فهو يحرق شعبه بعد قتله، وقتل 4 آلاف طفل دون ال12 سنة، وأكثر من 3 آلاف فتاة مغتصبة بعمر 10 و12 سنة. وهم يستعملون سياسة التجويع وقصف تجمعات المخابز والبنزين. وأعتقد أنه لو دخلت إسرائيل سوريا لن تفعل ما فعل هؤلاء. ما فعله بشّار أسوأ من اليهود والإنجليز والتتار. الثوّار اعتقلوا جاسوسة أوكرانية لها علاقة بمقتل عمر سليمان في خلية الأزمة بدمشق هل تعتبرون أن اعتراف المجتمع الدولي بالائتلاف المعارض يجعل منه الممثّل الشرعي الوحيد للشعب السوري؟ في الحقيقة هذا الاعتراف سياسي، وكان ممكنا أن يُترجم إلى شيء عملي. ومن جهتنا حرّرنا مذكّرة، بالاتّفاق مع اتحاد الثوّار العرب، ندعوا الدول العربية لتحويلها إلى الأمم المتّحدة قبل انتهاء انعقاد الهيئة العامة المقرّرة نهاية الشهر الجاري، وقد اقتنعت بها ليبيا، وقالت إنها ستقوم، بالتعاون مع بعض الحكومات العربية وأصدقاء الشعب السوري، بتقديم مشروع المذكّرة إلى الأممالمتحدة، لكي تصدر قرارا ملزما، مثلما تحرّكت سنة 1956 في الكوريتين. وبالتالي أعتقد أن الدول العربية مدعوة، الآن، للتعاون مع ليبيا من أجل تقديم المشروع لإدانة النظام السوري. وفي هذه الفترة إمكانية صدور القرار سهلة، باعتبار أن الهيئة العامة منعقدة، وأنا أناشد الدول العربية أن تأخذ مبادرة في هذا الإطار، كذلك القرار الذي صدر عن الأمم المتّحدة منذ حوالي شهر تقريبا بأكثرية 132 صوت. وكنت قد كتبت للجامعة العربية وطالبت بحمل هذا القرار إلى مجلس الأمن، بإصدار قرار تحت البند السابع تأييدا لهذا القرار، فإذا استخدمت روسيا حقّ النقض مرّة ثالثة، على الدول العربية أن تحمله مرة أخرى بإدانة موقف روسيا وليس سوريا. أنا أردت من ذلك القيام بهجوم معاكس على روسيا، حتى نقول لها أنت التي تخطئين وتدعمين هذا النظام وتساهمين في استمرار شلال الدمّ في سوريا. وكنت قد طالبت بتجميد عضوية إيران في المؤتمر الإسلامي، باعتبار أنها طرف في الصراع وتدعم النظام. وهذه مطالب أساسية ونأمل من كافة الدول العربية أن تقوم بواجبها تجاه الشعب السوري، لأنه، في الحقيقة، حتى الآن، لا تُعامل الثورة السورية معاملة ثورات. للأسف، بعض الدول والأنظمة العربية تعتقد بأن ما يجري على الأرض مجرّد حرب عصابات مسلّحة، كما يقول النظام، وهذا الكلام غير صحيح، لأنه في سوريا هناك ثورة شعبية بكل معنى الكلمة، ولابد أن تحقّق نتائجها، لأن الشعب السوري مصمّم تصميما كاملا على المضي في الثورة حتى إسقاط النظام واعتقال المسؤولين ومحاكمتهم أمام القضاء الجنائي الدولي. وأنا، كرئيس اللجنة القانونية للائتلاف الوطني، إحدى مهمّاتي تحضير ملفات لتقديم هؤلاء المجرمين إلى العدالة واسترداد الأموال المنهوبة. الحديث عن سيطرة السلفيين فزّاعة يستعملها النظام لإخافة الغرب والمسيحيين ولكن هناك من يتّهم الائتلاف بكونه يستجيب لأجندات أجنبية، ما قولك؟ سأساير هؤلاء وأقول لهم تفضّلوا وأنقذوا الشعب السوري، وسوف نرفع أيدينا، لأن اتّهام الائتلاف بمثابة شمّاعة يعلّقون عليها هذا الكلام. ومن يقول ذلك فاشل، لأنه لا يستطيع أن يقدّم للشعب السوري أي شيء، ويتحدّث عن دعم خارجي وداخلي، وسوريا جزءٌ من المجتمع الدولي وعضو مؤسّس في الأممالمتحدة. ومن المفروض أن السلطة هي الممثّل للشعب السوري، لكنها فقدت شرعيتها لتمثيله في المحافل الدولية، وبالتالي أصبح الائتلاف ممثّل الشعب السوري، وهو جزءٌ من المجتمع الدولي وله الحقّ في أن يطلب منه التدخّل لحماية شعبنا، وعكس ذلك كلام هراء وغير مقبول. الإخوان ليس لهم وزن في الشارع ولا يمثّلون خطرا على سوريا في ماذا تلخّصون حقيقة الخلاف بين معارضتي الداخل والخارج، ألا تعتقدون أنه خلاف على الزعامة؟ أنا لا أعتقد أن هناك صراعاً بين معارضتي الداخل والخارج، وإنما هو مجرّد خلاف في الرؤى، وهذا أمر طبيعي. بالرغم من أنك لا تستطيع أن تقول إن هناك معارضة في الداخل تتحرّك بحرية، وتقول ما تعتقد وأنا أعذرهم، لأن هذا يقع في دائرة التصفيات، خاصة وأن العصابة التي تحكم سوريا منفلتة من أيّ قيمة ولا يردعها دين ولا خُلق ولا قانون. هذه العصابة الحاكمة وقّعت على كل المعاهدات الدولية وخالفتها كلها، منذ مجيء حافظ الأسد، وإلى الآن، البلد لا تُدار بالقانون، فمؤخّرا أُقيم مؤتمر لمعارضة الداخل في الصين، من بينهم عبد العزيز خير، وعندما رجع إلى سوريا تمّ اعتقاله، بالرغم من أنه علوي. لكن من حيث المبدأ، القاعدة الشعبية في سوريا رفضت معارضة الداخل، وقالت إنها لا تمثّلها، بالأخصّ هيئة التنسيق، وبالتالي معارضة الداخل، مهما كبرت أو صغرت، لا تستطيع تجييش الشارع، لأنه ليس لديها وضوح كامل في الرؤية، أما معارضة الخارج فهي متحرّرة من عقدة الخوف. أما بخصوص حديثك عن وجود خلاف على الزعامة، فهذا الكلام غير صحيح، لأن الزعيم هو الشعب والثوّار، ولهم القول الفصل، وهم من يحدّدون الزعامة، ونحن عبارة عن وجه سياسي للثورة السورية. وماذا عن الحديث عن سيطرة الإخوان على الائتلاف؟ مسألة جماعة الإخوان المسلمين، في حدّ ذاتها، تحتاج إلى وقفة، وأعتقد جازما أن للغرب رغبة جامحة في منع الإسلاميين من الوصول إلى الحكم، إخوان مسلمين أو غيرهم. والإخوان في سوريا لا يملكون إمكانية السيطرة لا على المعارضة ولا الشارع. وكما يعلم الجميع، الإخوان كانوا مضطهدين أيام حافظ الأسد، واعتبارا من 1980 لم يعد لهم وجود في سوريا، وقانون 1949 أقرّ بإعدام كل منتسب لهم، والذين استطاعوا أن ينجوا بأنفسهم خرجوا من سوريا، وأُعدم عدد كبير منهم.. صحيح أن الإخوان ناشطون ولهم ثقلهم ومنظّمون أكثر من غيرهم، لكنهم لا يسيطرون على الداخل ولا على الائتلاف، ولم يكونوا مسيطرين على المجلس الوطني، ولا أعتقد أنه سيكون لهم وزن في الشارع السوري في المستقبل، ولا يشكّلون خطرا. هل تعتقدون أن الحديث عن التيار السلفي وسيطرته الميدانية على الثورة مجرّد فزّاعة يستعملها النظام، أم أنه واقع يهدّد مستقبل الدولة المدنية؟ هذه أكثر من فزّاعة يستعملها النظام وغير النظام، وهذا كلام سخيف وغير دقيق، لأن النظام يتحدّث عن الإخوان والسلفيين من أجل إخافة الغرب والأقليات في سوريا. فكما تعلمين، 80 بالمائة من السوريين مسلمون والآخرون مسيحيون وطوائف أخرى، والشعب السوري أميل للوسطية. صحيح فيه نوع من التطرّف، مثل باقي المجتمعات، لكن هذا التطرّف لا يحكم المجتمع، والحديث عن سيطرة السلفيين على الثورة مجرّد ذريعة يغطّي بها النظام شرعيته، لأن السلفيين والإخوان جزءٌ من تكوين المجتمع وهم غير مخيفين. وهنا تحضرني واقعة حدثت أيام رئيس وزراء سوريا السابق، فارس الخولي، وكان قبلها ممثّل سوريا في الأممالمتحدة، يوم كان عائدا من السفر فأبرق لابنه حتى يحضر له ''الطربوش''، لأنه كان يستحي من دخول البلاد من غيره، لكن ابنه نسي الطربوش، وكان في استقباله، وقتها، الشيخ بهجت بيطار أول إمام سلفي بسوريا، عندما رأى الخولي مرتبكا لعدم ارتدائه الطربوش ألبسه العمامة التي كان يرتديها. روسيا أرسلت 30 ألف خبير لقمع الثوّار وتستخدم قاعدتها العسكرية في طرطوس لضرب المعارضة ألا تعتقدون أن الأحداث تجاوزت الحدود السورية لتصبح رهاناً إقليمياً تتجاذب من خلاله قوى المنطقة طرفي الصراع؟ هذه المسألة مطروحة، وأسباب وجودها عدم حسم الصراع مبكّرا، أنا خرجت من سوريا شهر جويلية 2011 ، في اليوم الذي دعانا فيه الأسد للحوار برئاسة فاروق الشرع، وقلت ''أنا لا أحاور القتلة''، وبعدها توجّهت للعواصم الأوروبية كلها، وشرحت الوضع في سوريا شرحا مفصلا ودقيقا، ثم انتقلت إلى القاهرة في شهر أوت من السنة نفسها، وزرت الجامعة العربية شهري سبتمبر وأكتوبر، وقلت للدكتور نبيل العربي، الأمين العام للجامعة: ''إننا نريد أن ننهي المشكلة في سوريا ضمن الأسرة العربية، وفي حال فشلتم سنضطر للذهاب إلى التدويل، وهذا ليس خيارنا، هذا خيار الفشل لأننا نريد حماية المدنيين السوريين، فبالتالي نريد حسم المشكلة ضمن الأسرة العربية التي لديها إمكانيات، وهذا حقّنا، لأن سوريا جزء من المجتمع الدولي''، وقلت له ''إذا انفلت الوضع في سوريا لا تستطيع أيّ قوة في العالم حلّه''، وللأسف لم يتنبّه لكلامي، فأصبحنا أمام مشكلة كبيرة. فروسيا ترسل العتاد، وأكثر من 30 ألف خبير روسي متواجدون في سوريا لإدارة العمليات العسكرية، كما إنها تملك قاعدة عسكرية في طرطوس، وهي تحمي النظام وتستعمل حقّ النقض في مجلس الأمن والأممالمتحدة لعدم إدانة النظام السوري ووقفه عند حدّه. من جانبها تقوم إيران بأبشع من ذلك، وترسل رجالها وأموالها والأجهزة الإلكترونية من أجل التشويش واعتقال المناضلين. أليس تدخّلا دوليا هذا؟ ماذا نسميه؟ ومن الناحية الثانية الصين التي استعملت حقّ النقض، أضف إلى ذلك إرسال بعض فصائل الشيعة في العراق آلاف المقاتلين لدعم النظام.. آلاف وكذا حزب الله. فكيف يمكننا إزاحة هذا التدخّل الدولي، إن لم يكن عن طريق طلب المساعدة من الأممالمتحدة ومجلسي الأمن وحقوق الإنسان، لأن هذه الدول، وما أسمّيه بمحور الشرّ، طرحت نفسها على الساحة السورية، فمن الطبيعي جدا أن تأتي أطراف أخرى لمصارعتهم على هذه الساحة. النظام قتل 100 ألف شهيد منهم 4 آلاف طفل واغتصب 3 آلاف فتاة وكيف ترون موقف أمريكا؟ لا يمكن لأمريكا أن تأخذ أي قرار إلا بمشاورة إسرائيل، التي ترى في هذا النظام أحسن نظام بالنسبة لها. نظام يحفظ منطقة الجولان حفظا كاملا. وهذا النظام مدعوم دعما كاملا من أمريكا، وإسرائيل بالتحديد. أتذكر عندما توفّي حافظ الأسد، تمّ تعيين عبد الحليم خدّام، الذي كان نائبا له، رئيسا للبلاد بمقتضى الدستور، وقتها كان بن كلينتون رئيسا لأمريكا، فاتصل ببشّار معزّيا، ولم يتّصل بخدّام مخالفا العرف الدبلوماسي، بالرغم من أنه ليست لديه علاقة ببشّار، وفارق السنّ كبير بينهما، لتأتي مادلين أوربرايت لتشارك التشييع، فتختلي ببشّار قبل الجنازة ثم تخرج وتقول إنها تثمّن الانتقال السلس للسلطة، قبل أن يُدفن حافظ الأسد، وبعدها تمّ تعديل الدستور، وعلى قبر حافظ الأسد سألها أحد الصحفيين عن الحوار الذي جرى بينها وبين بشّار، فقالت إن بشّار يعرف ما عليه أن يفعل. وماذا قدّمت أمريكا للثورة غير قليل من التصريحات بخصوص حظر استخدام الأسلحة الكيمياوية، وأن يقتل الشعب السوري بغير الغازات السامة يجوز، أنا تهكّمت على باراك أوباما الذي وقف باكيا أثناء حادثة المدرسة في أكثر من مناسبة، ولماذا لم يبكِ على حوالي 4 آلاف طفل سوري، لماذا لم يهتز ضميره في أيّ شيء حصل في سوريا. وما تعليقكم على مهمّة المبعوث العربي الأممي المشترك، الأخضر الإبراهيمي؟ كنت قد التقيت بالإبراهيمي قبل زيارته الأولى للشام، وقلت له إنني أحترمه كشخص وأتمنّى أن ينجح، لكنه لن ينجح، لأن نظام الأسد ليس لديه أي شيء، ويجدر بهذا الولد الذي يحكم البلد أن يستقيل. وبعد عودته من زيارته الأولى، أكّد أن الوضع يؤثّر على السلم الدولي والمحيط. وأقول للإبراهيمي إنه إذا كان فعلا يقوم بعمل حيادي ويتمتّع بحسّ وجداني، عليه أن يقدّم تقريره لمجلس الأمن، يوضّح فيه بأن الوضع في سوريا يؤثّر على السلم الدولي، لأنه إذا قدّم تقريرا كهذا يكون على مجلس الأمن أن يتّخذ قرارا سريعا، وعليه أن يخجل من عمله، خاصة وأن آخر زيارة له في دمشق تزامنت مع قصف المخابز. وأرى أن الإبراهيمي وغيره يساعدون النظام باستمرار القتل، خاصة وأن السلطة الحاكمة ماضية في طريق القتل، ولو أرادوا عمل شيء لفعلوا، لأن الأسد هو القائد الأعلى للقوات المسلّحة ويستطيع أن يأمر الجيش بالكفّ عن القتل، كما إن إيرانوروسيا ماضيتان في دعم النظام. كل هذه القوى الفاعلة، التي لديها وزن حربي عسكري، لا تقوم بعمل شيء، وينتظرون منّا، نحن الذين نُقتل يوميا، بعمل شيء. في رأيي على الإبراهيمي التزام أخلاقي وقانوني بتقديم تقرير لمجلس الأمن يشرح فيه الوضع في سوريا والباقي علينا. وعلى المجتمع الدولي، أيضا، أن يسلّح الثوّار والجيش الحرّ، لأنه لو تمّ التسليح منذ البداية ومحاصرة النظام سياسيا، لما كان للنظام وجود منذ سنة. والتأخير في تنفيذ مطالبنا فيه قصد لمزيد من الدماء والعنف في سوريا. وأعتقد أن السلطة الحاكمة تهدف إلى تدمير البلد والجيش، خدمة لإسرائيل فقط لا غير. وما هي السيناريوهات التي تتوقّعونها، وأين وصل مشروع الحكومة الانتقالية؟ مسألة الحكومة الانتقالية طرحتها منذ أكثر من سنة، ولو تمّ تشكيلها وقتها لكنّا انتهينا من بشّار. لكننا عازمون على هذا، ومن المرتقب أن يعقد الائتلاف اجتماعا، خلال الأيام المقبلة، لبحث هذه النقاط، خاصة في ظلّ وجود مؤشّرات قوية تؤكّد أن سقوط وانهيار السلطة بات وشيكا، بعدما فقدت سيطرتها على معظم المطارات التي سقطت بأيدي الثوّار مطار، وأنا على يقين بأن النظام في حالة تراجع وتقهقر والثوّار في حالة تقدّم. وما حقيقة اغتيال رئيس المخابرات المصرية العامة السابق، عمر سليمان، في دمشق؟ كما أقول دائما، إن ناقل الكفر ليس بكافر، وما علمته من ثوّار الداخل ومصادر مؤكّدة أن عمر سليمان جاء من الإمارات، وكان في خلية الأزمة التي تمّ تفجيرها، وقد استُهدفت مرتين: أول مرة من خلال دسّ السمّ في الطعام، وفي المرّة الثانية وضعوا نوعا معيّنا من القنابل الصغيرة جدا تحت الطاولات لا تتلف المباني، بالتوافق مع عناصر من داخل النظام، وأصابت كل المجتمعين بإصابات مختلفة، والمجاورين للبناء أكّدوا أنهم لم يسمعوا دوي انفجار. وهناك جاسوسة أوكرانية، معتقلة حتى الآن لدى الثوار في منطقة الشمال، لها علاقة بهذه القضية. ووجود سليمان بدمشق له علاقة بموضوع الأسلحة الكيمياوية، وبعد الانفجار تمّ نقله، مباشرة، إلى أحد المستشفيات بأمريكا لتلقّي العلاج هناك. وكان لسليمان علاقة كبيرة مع المخابرات الإسرائيلية، وكان فيه تعاون بين المؤسّستين وهذا أمر طبيعي، وزعم البعض أن جواز سفر سليمان لم يكن عليه ختم مطار دمشق الدولي كلام سخيف، لأن شخصية مثله لا تحتاج إلى ختم بالمطار.