العبادة هي امتثال أوامر اللّه واجتناب محارمه، حيث إنّه ما أمرنا اللّه بأمر إلاّ وتتحقّق بامتثاله السّعادة الكاملة لنا، وما من محرَّمٍ حرَّمه اللّه تعالى إلاّ لتحقيق سعادتنا. والعبادة هي صلة روحية بالقوى الإلهية الخفيّة الّتي تمدّ العبد الفقير بقوّة إلهية خارقة يستطيع بها قهر نفسه وشهواته وشيطانه. والعبادة صفاء روحي، ترتقي بالعبد إلى الفضائل وتسمو به إلى الكمالات الرّوحية والشّفافية النّفسية والنقاء القلبي، بحيث تجعل الإنسان مَلَكًا في روحه صاحبُ الشهوةِ عبدٌ فإذا مَلَكَ الشهوةَ أضحى مَلَكَا والعبادة حصن حصين من نزغات الشّيطان ووساوسه، ومن تَغَلُّب الهوى وسيطرته. والعبادة لذّة تهيمنُ على قلب العبد تنسيه آلامه وتُذهِبُ عنه همومَهُ وغمومَه. كان الرّسول صلّى اللّه عليه وسلّم إذا حزبه أمرٌ بادر إلى الصّلاة، وإنّ كثيرًا من الصّحابة كانت تُقطع أطرافهم في المعارك، وهم يبتسمون ويفرحون بما أصابهم، لذلك من لم يكن له عبادة لا كمال له ولا صفاء ولا استقامة.