بعدما عرضنا، في عدد سابق، بداية فكرة إقامة دورة نهائية لكأس أمم إفريقيا ثم انطلاقتها بثلاثة منتخبات في نهاية الخمسينيات، نستعرض تطوّر الدورة في الستينيات وتألق منتخب غانا. شهدت نهائيات كأس أمم إفريقيا حضورا جزائريا بداية من الستينيات، من خلال إدارة الحكم شكايمي لمباراة نهائية سنة 1965 وهو أول حكم جزائري ينال هذا الشرف قبل الحكم عبد القادر عويسي سنة 1972، بينما سجلت الجزائر أول مشاركة لها في الدورة النهائية سنة .1968 الدورة الرابعة غانا 1963: بداية السيطرة الغانية بعد تداول المنتخبات الثلاثة التي تعتبر نواة الدورة القارية في احتضان المنافسة في الطبعات الثلاثة الأولى وهي السودان ومصر وإثيوبيا، حظيت غانا بشرف تنظيم الدورة سنة 1963 وبدأ عهد السيطرة الغانية على الكرة القارية. وقاد منتخب غانا القوي مدرب محلي اسمه تشارلز غيامفي وتمكن من التتويج، بينما احتل السودان المركز الثاني ومصر المركز الثالث، فيما أنهى المصري حسن الشاذلي المنافسة في صدارة الهدّافين بستة أهداف، محطما الرقم القياسي لعدد الأهداف المسجلة من طرف لاعب واحد في دورة نهائية لكأس أمم إفريقيا. الدورة الخامسة تونس 1965: الجزائري شكايمي يدير النهائي جرت دورة 1965 بتونس وكانت الدورة الأخيرة التي تجريها ''الكاف'' في السنوات الفردية، حيث تحوّلت بعد ذلك إلى السنوات الزوجية، ولم تتمكن تونس من إحراز اللّقب، حيث خسرت في المباراة النهائية أمام منتخب غانا حامل اللّقب بقيادة نفس المدرّب تشارلز غيامفي واحتلت تونس المركز الثاني وكوت ديفوار المركز الثالث. وشهدت الدورة إدارة أول حكم جزائري لنهائي كأس أمم إفريقيا، ويتعلق الأمر بالحكم الدولي الأسبق، المرحوم عبد العزيز شكايمي من ضواحي البليدة. وعاد لقب أحسن هدّاف في الدورة للغانيين بان أشمبونغ وأوساي كوفي والإيفواري أوستاشي مانغلي بثلاثة أهداف. الدورة السادسة إثيوبيا 1968: أول مشاركة للجزائر يتذكر الجزائريون دورة إثيوبيا 1968، ليس لأن ''الكاف'' اختارت العودة إلى السنوات الزوجية أو أنها جرت بعد ثلاث سنوات كاملة عن دورة تونس، بل لأنها سجلت أول مشاركة للكرة الجزائرية في دورة نهائية لكأس أمم إفريقيا بقيادة النجم الجزائري احسن لالماس، رغم أن نجوم ''الخضر'' في الستينيات خرجوا من الدور الأول. ولم تستفد إثيوبيا هذه المرة من احتضانها للدورة، فقد خسرت التاج وغابت عن منصة التتويج، حيث عاد المركز الثاني للمنتخب الغاني بعدما حرمه منتخب الكونغو الديمقراطية (الزائير سابقا) من الحصول على ثالث لقب قاري على التوالي تحت قيادة المدرب المجري فيرنك شاناند، فيما عاد المركز الثالث لمنتخب كوت ديفوار. أما لقب أحسن هدّاف فكان من نصيب الإيفواري لورون بوكو بستة أهداف. الدورة السابعة السودان 1970: رقم قياسي لأحسن هدّاف عاد شرف احتضان دورة نهائية لكأس أمم إفريقيا للسودان، بعد 13 سنة عن أول استضافة في الطبعة الأولى، وتمكن السودانيون هذه المرة من معانقة التاج بفضل المدرب التشيكي ييري شتاروشت. وشهدت الدورة وصول المنتخب الغاني مرة أخرى إلى النهائي، وخسر للمرة الثانية على التوالي التاج، في حين أنهى المنتخب المصري المنافسة في المركز الثالث. وشهدت دورة السودان تحطيم الرقم القياسي لعدد الأهداف المسجلة من طرف لاعب واحد في مباراة واحدة، وحقق الرقم، النجم الإيفواري المتألق، لوران بوكو الذي سجل ثمانية أهداف. الدورة الثامنة الكامرون 1972: نهائي تحت إدارة الحكم الجزائري عويسي جرت المباراة النهائية لكأس أمم إفريقيا لسنة 1972 بالكامرون، بقيادة حكم رئيسي جزائري، لثاني مرة وآخرها بعد الحكم الجزائري شكايمي، حيث أدارها الحكم عبد القادر عويسي بامتياز. وخسر منتخب ''الأسود الجموحة'' اللقب واكتفى المنتخب الكامروني بأرضه وأمام جمهوره بالمركز الثالث، في حين عاد اللّقب للمنتخب الكونغولي بقيادة المدرب أمويين بيبانزولو، واحتل منتخب مالي المركز الثاني. وعاد لقب أحسن هدّاف للدورة للاعب المالي فانتامادي ساليف كايتا، برصيد خمسة أهداف. الدورة التاسعة مصر 1974: الزائير يحدث المفاجأة خسر منتخب مصر التاج القاري لأول مرة في تاريخه بأرضه، حين استضاف دورة 1974 وهو الذي كان يراهن على إضافة التاج الثالث لرصيده. دورة مصر شهدت تألق منتخب الزائير الذي انتزع اللّقب بقيادة المدرب اليوغسلافي فيدينيتش، وشارك بعدها في المونديال، لكنه أحدث مهزلة في المونديال. واحتل منتخب زامبيا المركز الثاني في الدورة، بينما عاد المركز الثالث للمنتخب المصري الذي خابت آمال جماهيره. دورة مصر شهدت تحطيم رقم أفضل هدّاف، وكان من نصيب لاعب الزائير بيار نداي مولابا بتسعة أهداف كاملة. الدورة العاشرة إثيوبيا 1976: تتويج المنتخب المغربي عاد شرف تنظيم نهائيات كأس أمم إفريقيا لإثيوبيا لثالث مرة على التوالي في طبعة 1976، غير أن منتخب إثيوبيا لم يستغل أفضلية الأرض ولم يعانق اللقب هذه المرة. التاج القاري عاد للمنتخب المغربي الذي توّج، لأول مرة في تاريخه، بلقب كأس أمم إفريقيا تحت قيادة المدرب الروماني جورج مارداريسكو وذلك أمام منتخب غينيا، فيما احتل منتخب نيجيريا المركز الثالث. أما لقب أفضل هداف فعاد للاّعب الغيني أليو كايتا، برصيد أربعة أهداف فقط.