منذ سنة 1957، تاريخ إقامة أول دورة نهائية لكأس أمم إفريقيا، حظي 15 بلدا بشرف تنظيم الدورة النهائية لكأس أمم إفريقيا، ومن أصل 28 دورة (إلى غاية 2012)، منحت ''الكاف'' مرتين شرف التنظيم، مناصفة، بين بلدين، الأولى في سنة 2000 لنيجيريا وغانا والثانية في آخر طبعة سنة 2012، للغابون وغينيا الاستوائية. نهائيات كأس أمم إفريقيا تطورت بشكل لافت للانتباه، وأصبحت بعد 56 سنة على أول دورة، منافسة جديرة بالتقدير واهتمام الجماهير والإعلام، بل أضحت محطة مهمة لكل النجوم الأفارقة على اختلاف الأندية التي يلعبون لها، فقد انطلقت الدورة بثلاثة منتخبات شكّلت نواة الدورة القارية وهي منتخبات مصر وإثيوبيا والسودان، وتطوّرت المنافسة التي انطلقت بثلاثة منتخبات وتحوّلت إلى ثمانية إلى غاية دورة الجزائر 1990، قبل أن ترفع الكونفدرالية في طبعة السينغال 1992 عدد المنتخبات إلى 12 ثم في دورة تونس 1994 إلى 16، وأبقت على هذا العدد إلى غاية اليوم. وتطوّر موعد إجراء ''الكان'' من شهر مارس إلى شهر جانفي، لكن انطلاقتها تتزامن مع عودة الأندية الأوروبية إلى المنافسة، بينما تغير موعد إقامتها عدة مرات، حيث انطلقت في أول مرة في السنوات الفردية إلى غاية 1965 (جرت دورة واحدة في سنة زوجية في 1962 بإثيوبيا)، وتحوّلت إلى السنوات الزوجية منذ 1986 بإثيوبيا أيضا وهي الدورة التي شهدت أول مشاركة للجزائر، قبل أن تعود ''الكاف'' لنظام إقامة الدورة الكروية في السنوات الفردية، اعتبارا من الدورة المرتقبة بجنوب إفريقيا وهي الدورة ال29، حتى تتفادى المنتخبات الإفريقية التحضير مرة كل أربع سنوات لموعد ''الكان'' ثم لموعد المونديال، لكن ''الكاف'' احتفظت بمبدأ إقامة الدورة النهائية كل سنتين. ورغم تواجد 53 اتحادية إفريقية منضوية تحت لواء ''الكاف''، إلا أن الدورات ال28 السابقة، وحتى الدورة الحالية، تعاقب على تنظيمها أقل من ثلث البلدان الإفريقية، فقد احتضن الدورة 15 بلدا، منها مرتين مناصفة، وعاد التاج في المقابل إلى 14 منتخبا إفريقيا، ويحتل منتخب مصر الصدارة بسبعة تتويجات وهو المنتخب الوحيد الذي نال اللقب ثلاث مرات متتالية في دورات 2006 و 2008 و.2010 بداية الفكرة سنة 1956 بعد إنشاء ''الكاف'' بدأت فكرة إقامة دورة كروية نهائية إفريقية في جوان ,1956 حين تم إنشاء الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، حيث اقترحت ''الكاف''، خلال المؤتمر الثالث ل''الفيفا'' في لشبونة، عن طريق المصري عبد العزيز عبد الله سالم اعتماد المنافسة القارية للأمم، غير أن طلبه قوبل بالرفض بحجة قلة المنتخبات المنضوية تحت لواء ''الكاف'' وعددها في ذلك الوقت أربعة. هذا الموقف أثار غضب المصري سالم الذي قرر مقاطعة المؤتمر قائلا ''إذا لم يتم معاملتنا جميعا بنفس الطريقة، لا أرى داعيا لحضورنا بينكم''، ورافقه من باب التضامن السوداني محمّد عبد الحليم، ما جعل ''الفيفا'' تتحرك وترد بالإيجاب على طلب سالم. ومباشرة بعد ذلك، أنشئ مشروع إقامة منافسة قارية، وأبدى المصري سالم رغبة في إطلاق اسمه على المنافسة، لكن طلبه قوبل بالرفض، غير أن التاج الذي منح للفائز بالدورة حمل اسم سالم. الدورة الأولى السودان 1957: الانطلاقة بثلاثة منتخبات جرت أول دورة سنة 1957 بالسودان التي نالت هذا الشرف، بمشاركة ثلاثة منتخبات هي مصر وإثيوبيا والسودان. وعاد أول تاج للمنتخب المصري صاحب الرقم القياسي في عدد التتويجات، وأجريت على شكل بطولة مصغرة انتهت باحتلال السودان، البلد المنظم، المركز الثاني وإثيوبيا المركز الثالث. ورغم قلة عدد المباريات في أول دورة، إلا أن ذلك لم يمنع اللاعب المصري محمّد دياب العطّار الملقّب ب''الديبة''، من تسجيل خمسة أهداف ونال لقب أحسن هدّاف للدورة، فيما أصبح المصري مراد فهمي أول مدرّب في التاريخ يتوّج باللّقب القاري. الدورة الثانية مصر 1959: ثنائية ل''الفراعنة'' أقيمت ثاني دورة لنهائيات كأس أمم إفريقيا سنتين بعد الدورة الأولى، وحافظت ''الكاف'' على التقليد إلى غاية اليوم، رغم ضغط الأندية الأوروبية. وشهدت الدورة التي أقيمت في مصر (وحدة بين مصر وسوريا سميت بالجمهورية الاتحادية العربية)، احتفاظ مصر باللّقب، ليصبح أول منتخب ينال التاج القاري مرتين على التوالي وأول منتخب يفوز باللّقب بأرضه بمشاركة نفس المنتخبات، حيث احتلت السودان المركز الثاني أيضا وإثيوبيا المركز الثالث. وشهدت مباراة مصر والسودان التي انتهت للفراعنة بهدفين مقابل هدف، احتجاجات السودانيين على ضعف التحكيم وتصرف الجماهير المصرية. وعلى خلاف الدورة الأولى، فإن لقب منتخب مصر لم يصنعه مدرب محلي، وكان من صنيع المدرّب المجري تيتكوش الذي أضحى بدوره أول مدرّب أجنبي يكسب التاج القاري، وهي الدورة التي شهدت تتويج المصري محمود الجوهري بلقب أحسن هدّاف، ليخلف مواطنه مراد فهمي، وسجّل المرحوم محمود الجوهري ثلاثة أهداف. الدورة الثالثة إثيوبيا 1962: ارتفاع عدد المشاركين إلى تسعة منتخبات لم تجر الدورة الثالثة في سنة 1961 مثلما كان مقررا، بل أقيمت متأخرة بسنة في 1962 بإثيوبيا، ويعود التأخر إلى الأوضاع الأمنية غير المستقرة بإثيوبيا بعد الانقلاب الفاشل في ديسمبر 1960، إلى جانب التأخر في الأشغال بملعب هايلي سيلاسي. وارتفع عدد المشاركين في الدورة هذه المرة إلى تسعة منتخبات، وشهدت قبل ذلك إقامة تصفيات ثم دورة نهائية، وتأهلت إثيوبيا إلى الدورة النهائية بصفتها البلد المنظم ومصر بصفتها حاملة اللّقب. وعاد التاج لمنتخب البلد المنظّم لثاني مرة في تاريخ المنافسة، وهو منتخب إثيوبيا بقيادة المدرّب اليوغسلافي ميلوسيفيتش واحتلت مصر المركز الثاني وتونس المركز الثالث، ونال المصري بدوي عبد الفتاح والإثيوبي ووركو منغيستو لقب أحسن هدّاف بثلاثة أهداف. يتبع..