أكد الأستاذ أحمد بجاوي أن الجزائر ضيّعت السينما كمفهوم ولم تعد تتوفر على إنتاج سينمائي يعتمد على القدرات الوطنية، حيث بات الاعتماد على القدرات الأجنبية واضحا، فيما يطالب المنتجون بميزانية الفيلم السينمائي قبل معرفة جودته، كما يفتقر البلد إلى إستراتيجية لتسيير دور السينما، وحتى الأفلام المنتجة. وأوضح بجاوي، أول أمس، خلال محاضرة ألقاها بدار الشباب ''محمد لدرع'' بميلة، أن كل الأفلام الجزائرية موجودة في المخابر الأجنبية، مضيفا أن ما تنفقه الدولة على تحميض أو صيانة هذه الأفلام يقدر ب70 ضعفا المبلغ المستحق لبناء مخبر بكل لوازمه، معتبرا ذلك مؤشرا على مدى الإهمال الذي يعانيه القطاع. وحول مدى مساهمة الدعم المالي في نوعية الفيلم السينمائي، أوضح المحاضر أن الميزانية التي يطلبها المنتجون ليست معيارا لجودة العمل الفني، بل أن الأمر يتعلق بالمحتوى والقدرة على التعبير والتجسيد والتصوير، مشيرا في ذلك إلى فيلم ''نوة'' الذي نال شهرة واسعة، رغم بساطته وقلة موارده المالية. وتابع أن الجزائر تفتقد إلى صناعة سينمائية، وأن الجزائريين الذين حققوا شهرة في المحافل الدولية هم المهاجرون الذين صقلتهم ديار الغربة والسياسات العنصرية. وفي هذا السياق، أوضح أن السينما الجزائرية عُرفت أكثر من خلال أفلامها الحربية التي كانت على شاكلة الأفلام الهوليوودية، لتأتي بعدها الأفلام الثورية. وقال: ''لم تنتج الجزائر الكثير من الأفلام، خلافا لفرنسا التي أنتجت خمسين فيلما، فيما أنتجت الجزائر خلال الفترة ذاتها فيلما واحدا''.