انتقد أول أمس، الكاتب والناقد السينمائي أحمد بجاوي، وضع السينما في الجزائر، رافضا إطلاق مصطلح السينما الجزائرية. وقال إننا نملك فقط أفلاما جزائرية، أما الصناعة السينمائية، فقد تم تفكيكها. ذكر أحمد بجاوي في لقاء ''موعد مع الكلمة''، الذي احتضنته قاعة الأطلس في الجزائر العاصمة، بأن الجزائر كانت تملك مخابر سينمائية مثل ''أفريك فيلم'' واستوديوهات بالكاليتوس. متأسفا كون كل شيء تبخّر مع نهاية الثمانينيات. مشيرا أيضا إلى فقدان الجزائر قاعات السينما التي ورثتها عن الاستعمار وكان عددها 450 قاعة سنة 1962، سلّمت منها 50 قاعة لبعض القطاعات، بينما تم الاستغناء عن الباقي تدريجيا، خاصة منذ سنة .1985 وأبرز بجاوي من جانب آخر أهمية وجود ثقافة سينمائية عند الجمهور الجزائري، الذي كان يحضر كل الأفلام المعروضة بقوة. واعتبر بجاوي أن الثقافة السينمائية تنشأ من وجود إنتاج سينمائي وأيضا قاعات، كما يلعب المخرجون دورا في هذا. قائلا أنه في سنوات الستينيات كان المخرج السينمائي يلتقي مع الفنان والرسام والمسرحي وحتى الجمهور، لأن المخرج، حسب المتحدث، هو نتاج الجمهور. معلّقا أما اليوم فالمخرج لا يلتقي بجمهوره، يأخذ المال ينتج فيلما يعرضه في المهرجان وانتهى الأمر، فالسينما أصبحت يتيمة من جمهورها والندرة تخلق، كما أضاف، الندرة. واستعرض بجاوي بكثير من الأسف لمحة عن واقع السينما في الجزائر في الستينيات، التي كانت تحظى باهتمام كبير من طرف الدولة الجزائرية، وقال إن فيلم بوعمامة مثلا ''قمنا بإعادة تصميم كل ملابس الفيلم بعد أن تم معاينة الصور الموجودة في المتاحف الفرنسية وكان المغاربة والتونسيون يؤجرون هذه الملابس من التلفزيون ثم اختفت فجأة''. أما بخصوص الأفلام التاريخية، انتقد بجاوي ضمنيا ما يقدم حاليا من أفلام وقال أنه علينا تقديم أفلام تندرج في إطار السينما الثورية، وهي ليست سينما أشخاص، بل سينما قضية، فلا يهم في الفيلم الثوري أن نروي ما حدث، لكن المهم هو شرح القضية الجزائرية وطرح موضوع ''لما كنا نحارب''. واعتبر بجاوي، من جهة أخرى، أن الفيلم السينمائي الذي يمثل كل معايير الفيلم الثوري هو ''نوة''، ومع ذلك يعلق بجاوي ''لا يمنع أن هناك أبطال قادوا الثورة لكن ليسوا هم الثورة''. مضيفا أن التاريخ ليس بحاجة إلى سينمائيين، بل إلى مختصين في البحث التاريخي وعلى الدولة أن تقدّم لهم الإمكانيات اللازمة لذلك من مخابر البحث وشراء الوثائق. للإشارة، فقد جاء اللّقاء مع بجاوي في إطار عرض كتابه الأخير الصادر عن منشورات الشهاب، الحامل لعنوان ''صور ووجوه''.