أفاد أبو جرة سلطاني، رئيس حركة مجتمع السلم، أن زعيمة حزب العمال، لويزة حنون، ''تتهجم على التيار الإسلامي منذ تأسيس حزبها قبل ربع قرن، ولا أستغرب أن يأتي ذلك من تروتسكية''. واتهمها ب''تحويل حزبها إلى ملكية خاصة''. وأثار هجوم الأمينة العامة لحزب العمال العنيف على ما سمي ب''مجموعة ال,''14 حفيظة رئيس حمس أبو جرة سلطاني الذي استهدفته شخصيا، بسبب بيان صادر عن المجموعة يوم 23 جانفي الجاري، ينتقد السلطة وتعاملها مع الأحداث الجارية بالمنطقة. وقال سلطاني في اتصال مع ''الخبر''، إن ''ما صدر رسميا عن مجموعة ال14 موثق في بيان سياسي تم توزيعه على وسائل الإعلام، أما التصريحات الجانبية فلا تلزم إلا أصحابها''، ويفهم من كلامه أن أعضاء من المجموعة أطلقوا تصريحات ليست واردة في البيان المشترك، ويرجح بأنها هي ما خلف تذمر حنون التي قالت أول أمس إن ''بعض رؤساء هذه الأحزاب الصورية الموسمية أدلوا خلال هذا الاجتماع، بتصريحات وضيعة وبذيئة ضد شخص رئيس الجمهورية''. وأوضح سلطاني بأن ''من حق كل سياسي أن يناضل سلميا لتجسيد برنامجه، وكما أنه من حق زعيمة حزب العمال أن تحلم بجرّ الجزائر إلى المعسكر الشيوعي، فمن حق زعيم حمس أن يعمل في الاتجاه المعاكس لاستكمال بناء الدولة الجزائرية الديمقراطية، ذات السيادة في إطار المبادئ الإسلامية مثلما جاء في بيان أول نوفمبر .''1954 وبخصوص قول حنون أن سلطاني ''يرى نفسه جديرا بلعب دور محمد مرسي (الرئيس المصري) بالجزائر، وهو ينتظر إشارة من الإمبريالية الأمريكية''، رد رئيس حركة مجتمع السلم: ''لقد وقفت حركتنا مع ثورات الشعوب العربية وأدانت التدخل الأجنبي وهذا موقفها الصريح أمس واليوم وغدا، والدكتور مرسي وصل إلى سدة الحكم في مصر ديمقراطيا عبر انتخابات شفافة، وشهد بهذا العالم كله بنزاهتها ومصداقيتها ولا مجال للمزايدة على البرنامج وعلى التوجه وعلى الأشخاص''. وقد استغرب نشطاء المجموعة الحزبية، الذين ناب عنهم سلطاني في توقيع البيان، أن ترد عليهم حنون بدلا من السلطة ومن الرئيس الذي دافعت عنه بحماسة. ويعيب سلطاني ضمنيا على حنون، أنها ظلت سنين طويلة على رأس حزبها بينما استقال قادة أحزاب آخرون دخلوا معترك التعددية معها في نفس الفترة، إذ قال بهذا الصدد: ''لا يوجد في ثقافة التروتسكيين مصطلح التداول على القيادة داخل أحزابهم، فكيف إذا تعلق الأمر بالتداول على السلطة؟! إنهم لا يؤمنون بالديمقراطية أصلا، لأن الثورة والديمقراطية ضدان''. وأضاف سلطاني، بخصوص غضب حنون من هجوم ''مجموعة ال''14 على السلطة: ''إذا تحوّل التصريح السياسي بالوصول إلى السلطة سلميا جريمة حزبية، تصبح الأحزاب دكاكين لتسويق ورود السلطة الاصطناعية للرأي العام. وإذا نجحت زعيمة حزب العمال في تحويل حزبها إلى ملكية خاصة بها، فلن تنجح في تحويل الجزائر إلى ملكية بروليتارية''.