اليونيسيف: مصير أكثر من 52 بالمائة من شباب الجزائر مجهول أكد السيد محمد العربي ولد خليفة، رئيس المجلس الشعبي الوطني، أمس، على أن الهدف من تنظيم يوم الشباب البرلماني هو إيجاد أفضل المناهج والمقاربات لإشراك الشباب في البناء الوطني، مع تحقيق استمرارية التشاور بين النواب والشباب، فيما يتعلق بمصالح هذه الفئة ووقايتها من أخطار الانحراف وتأثير الايديولوجيات المتطرّفة. جاء ذلك خلال تدخله في فعاليات اليوم البرلماني بمقر المجلس، والذي شارك فيه 80 شابا، يمثلون 36 ولاية، حضروا للتعبير عن آرائهم أمام النواب حول واقع شريحة الشباب في البلاد. من جهته، أكد السيد توما دافان، ممثل منظمة الأممالمتحدة للطفولة ''اليونيسيف''، أن مصير 26 بالمائة من شباب الجزائر الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و25 سنة مجهول، حيث أنهم لا يحضون بمقعد دراسي يضمن لهم مستقبلا، ولا يستفيدون من منصب عمل، وهو ما يجعلهم في صراع يومي من أجل التوصل إلى تكوين مهما كان نوعه، أو وسيلة أخرى تضمن لهم مستقبلا مستقرا. وفي هذا الصدد، طالب الطفل س. محمد، البالغ 13 سنة، من تيارت، بتعزيز أمن الأطفال ووقايتها من الاختطافات ''خاصة بعد الحادثة المؤثرة التي تعرّضت لها الطفلة شيماء وآخرون غيرها، من خلال تأمين المدارس، وتوفير النقل المدرسي لمختلف الفئات، وتحسين المستوى الاجتماعي للعائلات''. وأكد على المعاناة التي يعرفها الأطفال، خاصة منهم القاطنون في الأحواش، مضيفا أن هذه الفئة بحاجة ماسة للمساعدة، في ظل الظروف الاجتماعية القاسية التي تعيشها. من جهتها، قالت رانية. ك، 15 سنة، من المدية، إن أطفال اليوم يعانون من السكن في بيوت قصديرية وأسقف من ''البلاستيك والخشب''، تعرّض صحتهم للخطر، في وقت تبقى العديد من البنايات شاغرة، دون أن تتحرّك السلطات المعنية لتوزيعها على مستحقيها. متابعة المعلمين والأساتذة نفسانيا هذا الأمر، تقول رانية، هو ظلم وإجحاف في حق الطفولة، وهو ما يتطلب تكثيف جهود المسؤولين، في اتجاه تحسين الوضع الاجتماعي للطفل الذي أصبح يؤثر بالدرجة الأولى على مستواه العلمي، ويدفعه نحو ترك مقاعد الدراسة. كما أكدت على أهمية وضع لجان خاصة في المدارس، تهتم بمتابعة الوضع الاجتماعي والنفسي للطفل ''حيث أن مستشار توجيه واحد للعديد من المدارس، لا يكفي''. وقالت إن هذا الإجراء ينبغي أن يمس فئة الأساتذة، من خلال متابعتهم نفسيا، للحرص على تحسين طريقة معاملتهم للتلاميذ، وإجبارهم على مراعاة الظروف المادية والاجتماعية للتلميذ. مراجعة أساليب العقاب المدرسي وأضاف الطفل ع. عبد اللطيف، 14 سنة، الوافد من بلدية المشرية بالنعامة، أنه يتوجب، في هذا الإطار، إعادة النظر في أساليب العقاب المعتمدة في المدارس، والتي تنتج حاليا ''جيلا مريضا''، ومنع الأساتذة من ''طرد'' التلاميذ من القسم، الأمر الذي يؤدي حاليا إلى توجيه الأطفال نحو الانحراف. وأكد محدثنا على أهمية وضع آليات اتصال ومراكز معلومات في الأحياء والبلديات، لتكون قريبة من الطفل وذات فعالية في إيصال انشغالاته للمسؤولين. محرومون من الميترو والترامواي أما الطفل ياسين. ز، 17 سنة، مكفوف من ولاية برج بوعريريج، فقد أكد أن فئة ذوي الاحتياجات الخاصة لم تتمكن من فرض نفسها في المجتمع، نظرا للصعوبات التي تواجهها ونقص الجهود الموجهة لتسهيل نمط حياتها، منتقدا عدم توفر العديد من المنشآت والإمكانيات التي تتيح للفئة الاندماج في المجتمع. وذكر، في أبسط مثال، عدم توفر تذاكر ''البراي'' عبر محطات الميترو والترامواي، ونقص الأعوان الموجهين لمساعدة هذه الفئة المتواجدين بمختلف المؤسسات العمومية، وقال إن ''الأموال موجودة، لكن العمل غائب. لذا، ينبغي أن تهتم لجان خاصة بمطالب هذه الفئة''.