لو كانت هناك علاقات قوية بين مصر وإيران لما تواصل حمّام الدم في سوريا قال المحلل السياسي الإيراني، أمير موساوي، إنه لا توجد أي عجالة لتطوير العلاقات المصرية الإيرانية في الوقت الراهن، مبرزا الضغوط الممارسة على الرئيس المصري محمد مرسي داخليا وإقليميا ودوليا بهدف التأثير عليه وعدم تطبيع العلاقات بين البلدين، وأكد بأن التقارب بين القاهرة وطهران آخذ في التطور منذ سقوط نظام مبارك، حيث تم رفع مستوى التنسيق والتبادل التجاري والعمل المشترك. وصف أمير موساوي زيارة الرئيس الإيراني إلى مصر ب''المهمة''، بعد 34 سنة لم تشهد فيها أي تبادل للزيارات الرئاسية بين البلدين، مشيرا إلى عوامل ساهمت في دفع العلاقات بين البلدين، وذكر منها التطورات التي يشهدها الملف السوري خاصة بعد جنوح، حسبه، المعارضة للحل السلمي وقبول الحوار مع النظام، وهو ما كانت تدعو إليه إيران، وفشل المواقف الأخرى، وكذلك مؤتمر ميونيخ الذي ساهم في بلورة الموقف الجديد للمعارضة السورية الذي عبّر عنه رئيس الائتلاف معاذ الخطيب. وقال إن ''زوال العائق السوري سيشجع تقارب وجهات النظر بين إيران ومصر.. ولو كانت علاقات قوية بين إيران ومصر لما تواصل حمّام الدم في سوريا''. وعدّد المتحدث حسنات التقارب المصري الإيراني في كونه سيقرّب بين المذاهب ويساعد في القضاء على الفتن الطائفية التي تحاول إشعالها بعض الدول، وتعود بالإيجاب على القضية الفلسطينية واسترجاع الحقوق الفلسطينية المسلوبة، كما ستقوي محور المقاومة، ''وسيسمح بتشكيل تكتلات اقتصادية وسياسية وأمنية، خاصة إذا تراجعت تركيا عن بعض مواقفها المتطرفة في سوريا والعراق''. وأشار إلى أن المنطقة على فوهة بركان ''كلما زاد التفاهم بين الدول هدأت المنطقة واستعادت الدول العربية أدوارها''. وشدد المحلل السياسي الإيراني على أهمية أن يكون لمصر علاقات معتدلة مع إيران على غرار باقي الدول، مشيرا إلى العلاقات بين مصر وإسرائيل، وقال إن العلاقات مع إيران تحتاج لموقف سيادي ومبدئي من مصر ''أهداف الثورة في مصر لم تتحقق إلى غاية الآن، لأن هناك ضغوطا خارجية تمارس على مصر من طرف دول خليجية وعواصم غربية، فهم لا يريدون أي تقارب بين مصر وإيران''. وبخصوص العلاقات بين مصر ودول الخليج يقول المتحدث ''مهما ابتعدت مصر عن إيران لن يشفع لها في الدعم الخليجي والدول الغربية.. والدول الخليجية اتخذت موقفا سيئا من مصر بتدخلاتها في شؤونها الداخلية، بالإضافة إلى عدم الاهتمام الغربي بمصر، ومصر لن تربح أي شيء ببعدها عن إيران''. وفي تعليقه على تصريح وزير خارجية مصر، كمال عمرو، بقوله ''إن العلاقات المصرية الخليجية خط أحمر''، قال أمير موساوي ''هذا التصريح تملق لدول الخليج وهو أسطوانة مشروخة وسيخسرها دورها الريادي، المفروض أن تكون العلاقات المصرية الإيرانية هي الخط الأحمر، لأن الدول الخليجية لا تملك قرارها بيدها''.