أفاد عبد الكريم عبادة، منسق ''حركة تقويم وتأصيل جبهة التحرير الوطني''، بأن الفريق الذي عارض سياسة الأمين العام السابق للحزب، يفضل صيغة تزكية شخص يحظى بإجماع واسع، لاختياره قائدا جديدا للحزب. في نفس الوقت، واصل عبد الرحمن بلعياط، منسق المكتب السياسي، أمس، استشارة القياديين بشأن أفضل صيغة لتجاوز حالة شغور منصب الأمين العام. وقال بلعياط، في اتصال هاتفي، إنه التقى أمس عضو المكتب السياسي، ليلى الطيب، وكان قد التقى أول أمس الطيب لوح ورشيد حراوبية وعبد العزيز زياري. والتقى أيضا عياشي دعدوعة ومدني برادعي ومحمد عليوي، فيما برمج لقاءين أخيرين مع عمار تو وعبد الحميد سي عفيف. والهدف من هذا النشاط، حسب بلعياط الذي ينسق أنشطة المكتب السياسي منذ غلق دورة اللجنة المركزية، السبت الماضي، استشارة القياديين حول طريقة تجاوز حالة شغور منصب الأمين العام، بعد سحب الثقة من عبد العزيز بلخادم يوم 31 من الشهر الماضي. وذكر بلعياط أن الاستشارة ''ستتوسع إلى أطراف أخرى لو أذن المكتب السياسي''، يقصد ضمنيا أفراد ''حركة التقويم'' التي ينتمي إليها أكثرية معارضي بلخادم باللجنة المركزية، وهم من أثقلوا كفة سحب الثقة في معركة الخميس الماضي. وأضاف بلعياط أن اللقاءات التي يجريها ''منهجية يتبعها المكتب السياسي في إطار تهدئة الأوضاع ورأب الصدع''. مشيرا إلى أن ''الصندوق أفرز واقعا جديدا علينا التعامل معه لتجاوز هذه المرحلة الصعبة''. وتابع: ''علة التفرقة بيننا يفترض أنها زالت، ولم يعد هناك أطر وتسميات أخرى خارج الهياكل المعروفة في حزبنا''، يقصد ضمنيا أن لا مبرر لوجود ''حركة التقويم'' بعدما أزيح بلخادم من الأمانة العامة. وقال عبد الكريم عبادة، منسق ''التقويمية''، في اتصال هاتفي، إن لقاء سيجمع منسقيها الولائيين، السبت المقبل، يعقبه ''لقاء كبير''، على حد وصفه، يعقد ببرج الكيفان بالضاحية الشرقية للعاصمة، يحضره مناضلو الحزب الساخطون على فترة قيادة بلخادم. وأوضح بأن اللقاء المرتقب ''تحسيسي تعبوي هدفه تحضير الحزب للمواعيد المقبلة، وتصحيح الانحرافات التي وقعت، وإعداد العدة للمشاريع الإصلاحية المقبلة، مثل تعديل الدستور المنتظر، وهذا لن يتم إلا إذا جمعنا شتاتنا المبعثر وكرسنا الديمقراطية في الحزب''. وبخصوص الشخص المؤهل أكثر من غيره لقيادة الحزب في المرحلة المقبلة، قال عبادة: ''توجد أسماء متداولة حاليا مثل عبد القادر حجار وعمار سعيداني وعبد الرزاق بوحارة وأنا وعبد العزيز زياري. والاسمان الأكثر ورودا على الألسنة هما أنا وبوحارة. وأعتقد بموضوعية أن بوحارة هو الأجدر بالمهمة وقادر على تحقيق الإجماع حوله''. وأضاف: ''بواسطة المشاورات واللقاءات سنتوصل، في غضون أسبوع، إلى التوافق على الشخص المؤهل للإشراف على أرضية جديدة لإصلاح ما فسد في الحزب. أقصد بذلك أمينا عاما جديدا بطاقم تنفيذي يختاره، وأول ما يقوم به هو مراجعة القواعد التنظيمية ويستعيد المناضلين الأوفياء الذين غادروا الحزب، فتتشكل هيكلة جديدة بانتخاب القسمات والمحافظات في كل البلديات والولايات''. وتتوفر ثلاثة خيارات مطروحة أمام الأجنحة المتصارعة في حزب السلطة بخصوص القائد الجديد، إما الإجماع في حال عدم وجود اعتراض من أي عضو باللجنة المركزية، وإما التوافق الواسع فيحصل على التزكية، وإما الاحتكام إلى الصندوق. ويفضل الذين أطاحوا ببلخادم الصيغة الأولى، ويعتقدون أن بوحارة أبرز من تتوفر فيه المواصفات المحددة. ويقول عبادة إن رفاقه مستعدون للذهاب إلى الصندوق ''ولكنها صيغة ستكرس الانفصال''. مشيرا إلى أن الكتلة التي عارضت الأمين العام باللجنة المركزية ستتفق على شخص واحد يمثلها. أما الأمين العام السابق، الذي يتمسك ب''حقه'' في الترشح، فيراهن على تعدد الترشيحات في الطرف الآخر لتشتيت أصوات الخصم، لاعتقاده أن جماعة الوزراء لا يمكن أن تتفق مع فريق قارة وبوكرزازة على حصان واحد.