حاليلوزيتش حضّر لاعبيه للإخفاق في ''الكان'' وعليه أن يعلم أنه مدرب للجزائر على روراوة أن يعترف أمام الشعب بفشله السياسة المنتهجة فاشلة ولو جلبنا خيرة اللاعبين فإننا لن نتوّج بكأس إفريقيا روراوة افتعل المشاكل لكل المدربين المحليين
يؤكد اللاعب الدولي الأسبق، رابح ماجر، في الحوار الذي خص به ''الخبر''، أمس، أن الفشل الذي مني به المنتخب الوطني في نهائيات كأس أمم إفريقيا كان منتظرا بالنسبة إليه، مشيرا إلى أن السياسة التي تم انتهاجها من طرف الفاف كانت فاشلة، مخاطبا الرئيس محمد روراوة بضرورة الظهور أمام الرأي العام والاعتراف بالفشل والتحضير لانطلاقة جديدة من أجل التأهل إلى مونديال البرازيل. كما قدم صاحب الكعب الذهبي الشهير، الوصفة التي يراها ناجحة لإعادة الهيبة للجزائر على الصعيدين الإفريقي والعالمي. في البداية ما تقييمك لمشاركة المنتخب الوطني في نهائيات كأس أمم إفريقيا؟ رأيي حول المشاركة الجزائرية في نهائيات كأس أمم إفريقيا قدمته قبل تنقل المنتخب الوطني إلى جنوب إفريقيا، وما كنت أتوقعه وأؤمن به حدث فعلا، فالخروج المبكر للمنتخب كان منطقيا وهذا القول ليس من أجل ضم صوتي لأصوات المنتقدين للمنتخب، بل أقول ذلك لأنني أدافع عن أفكاري وأؤمن بأن السياسة المنتهجة تجاه المنتخب ليست صحيحة ولن نجني بها أي ثمار. لكن المسؤولين وبعض المؤيدين لسياسة الاتحادية قالوا إننا ربحنا منتخبا شابا سيكون له شأن في المستقبل؟ ربحنا مهزلة وليس التجربة، هناك من يريد تغليط الرأي العام بمثل هذه الخطابات الجوفاء، فالمنتخب الوطني أصبح فاقدا لتقاليده والنتائج السلبية كانت متوقعة، وحتى وإن كنا نملك أحسن اللاعبين لن نتوج بالكأس ولن نذهب بعيدا، لأن السياسة المنتهجة من طرف الاتحادية الجزائرية لكرة القدم كانت فاشلة. لماذا، حسب اعتقادك؟ هناك عوامل جعلتني أتوقع فشل المنتخب الوطني في نهائيات كأس أمم إفريقيا، أهمها غياب عامل الاستقرار في التشكيلة، حيث لم يحافظ المنتخب على التركيبة الأساسية، الأمر الذي جعل عامل الانسجام غائبا والنتائج دائما متذبذبة، ناهيك عن اختيار اللاعبين بطريقة عشوائية. وعندما يظهر لاعب في أحد الأندية الأوروبية، يسارعون إلى الإشادة به واستقدامه للمنتخب. كما أن المنتخب الوطني لم يقم بتحضيرات خاصة، تحسبا للموعد القاري، لأن منافسة مثل هذه تتطلب تحضيرات خاصة لم يقم بها الفريق الوطني. وكيف تكون التحضيرات، حسب رأيك لمثل هذه المواعيد؟ كان على حاليلوزيتش والفاف التحضير لنهائيات كأس أمم إفريقيا قبل سنة من موعدها الرسمي، واختيار اللاعبين يجب أن يكون بطريقة مدروسة، لأن اللعب أمام منتخبات إفريقية يتطلب بعض المواصفات الخاصة لدى اللاعبين الذين يتم انتقاؤهم، وكان على المدرب البحث عن خيرة اللاعبين في البطولة المحلية وفي الخارج. وحسب رأيي، فقد كان على المدرب الوطني اختيار 15 لاعبا على الأقل يشكلون التركيبة الأساسية للمنتخب، يخوضون عدة لقاءات ودية طيلة السنة مع منتخبات إفريقية حتى يتأقلم اللاعبون مع الأجواء الإفريقية، لكن للأسف لاحظنا غياب الاستقرار في التشكيلة. ويجب أن نستخلص الدروس من هذه الإخفاقات والعودة إلى تكوين اللاعب المحلي، وأظل أؤمن بأنه بوسعنا تكوين منتخب قوي باللاعبين المحليين وتدعيمه ببعض العناصر المحترفة في الخارج، التي بإمكانها تقديم الإضافة، وليس توجيه كامل الاهتمام للمغتربين واللاعبين الذين ينشطون خارج الوطن. حاليلوزيتش قال قبل التنقل إلى جنوب إفريقيا إنه في حال الإقصاء مبكرا، لن يكون الأمر مفاجئا بالنسبة له، ما تعليقك؟ هذا عار على حاليلوزيتش، وأظن بخطابه هذا غرس روح الانهزامية في نفسية اللاعبين، وحضّرهم للفشل قبل دخول المعركة، فالمدرب يجب أن يكون طموحا حتى وإن لم تكن لديه الإمكانيات، فإذا كان يتوقع الإقصاء المبكر وظهورا مخيبا في نهائيات كأس أمم إفريقيا، فلماذا تنقل إذن إلى جنوب إفريقيا وجعل الاتحادية تصرف الملايير من أجل التحضير لهذه الدورة، فأي مدرب في العالم كان قادرا على قيادة المنتخب في ثلاثة لقاءات دون أي هدف مسطر. من يتحمّل مسؤولية هذا الفشل حسب تقديرك؟ الشعب الجزائري كله يعرف من هو المسؤول عن هذه الإخفاقات، وعلى روراوة أن يظهر للرأي العام ويعترف بالفشل إلى جانب المدرب حاليلوزيتش، ليطلبا الاعتذار من الجمهور الجزائري، وهذا ليس عيبا، قبل الانطلاق مجددا في التحضير للمواعيد القادمة وتصحيح الأخطاء السابقة. هناك من قال إن المنتخب الوطني حقق مسيرة إيجابية، وشبّهوا الطريقة التي لعب بها الفريق في ''الكان'' بما يقدمه النادي العالمي برشلونة ما تعليقك؟ لا أريد الدخول في جدل مع أي شخص، لكن يجب أن يعلم حاليلوزيتش أنه مدرب منتخب الجزائر وليس التشاد، ويجب أن يعي أيضا أن المنتخب الوطني قبل سنتين خاض المونديال في جنوب إفريقيا ووصل إلى الدور نصف النهائي في دورة أنغولا، فيجب على روراوة وحاليلوزيتش تحمّل المسؤولية أمام الشعب الجزائري. ونقول إن النتائج الإيجابية تكون بتسجيل الأهداف والانتصارات، لكن للأسف منتخبنا خرج من الدور الأول ولم يقنع. لكن حاليلوزيتش برر الفشل بغياب التجربة لدى لاعبيه.. هذا تناقض كبير، أين هو زياني وجبور وعنتر يحيى واللاعبون الذين خاضوا تصفيات المونديال السابق ونهائيات كأس أمم إفريقيا، وهؤلاء يعرفون الأجواء الإفريقية. فهذا مبرر غير مقنع، فمنذ سنوات عديدة، ونحن نسمع هذا الخطاب، فهذا المنتخب فتي، فمتى يبلغ سن الرشد ويكبر؟ أتحدث عن مسيرتي بكل تواضع، لقد لعبت مع نجوم الكرة الجزائرية في السبعينات وسني لم يتعد 18سنة، وواصلت مسيرتي مع منتخب الثمانينات، إلى غاية تتويجي بالتاج القاري. صرح رئيس الاتحادية محمد روراوة أنه ماعدا الشيخ عبد الحميد كرمالي، فإن كل المدربين الذين تعاقبوا على تدريب المنتخب الوطني فشلوا في مهمتهم، فبماذا ترد عليه؟ صحيح تعاقب عدة مدربين محليين على المنتخب الوطني، ولكن يجب أن يعرف الجميع أن رئيس الفاف تولى رئاسة الفاف لمدة 11 سنة وافتعل المشاكل وخلق العراقيل للمدربين المحليين، وأنا شخصيا كنت ضحية سياسة روراوة، حيث حرمني من إتمام المشروع الذي حملته للمنتخب، ولم يكن يرغب أن أنجح. فخلق لي بعد مواجهة بلجيكا عدة مشاكل وقام بإقالتي. رئيس المحكمة الرياضية، فريد بن بلقاسم، صرح أنه تلقى ضغوطا من روراوة من أجل عدم إنصافك في الخلاف الذي كان قائما بينك وبينه، فهل أنت على علم بذلك؟ أشكر رئيس المحكمة الرياضية على جرأته، ولكن أقول للرأي العام الجزائري إنني أملك حقائق خطيرة عن روراوة، فيما يخص خلافي معه، ولكن سأكشفها في الوقت المناسب.