عندما تمكن المنتخب الوطني من التأهل إلى مونديال جنوب إفريقيا 2010 تحدث الكثير عن هذا الإنجاز، واعتبروه بداية نهاية نكسة كرة القدم الوطنية، لكن الواقع أثبت العكس، حيث تراجع مستوى الكرة الجزائرية ومعه نتائج المنتخب الوطني والأندية المحلية، إلى درجة أن أصبحت الجزائر تصنف في خانة الدول المتواضعة المستوى. اليوم يجدد المنتخب الجزائري العهد مع الإخفاقات في كأس أمم افريقيا ويسجل حلقة جديدة من مسلسل المهازل والكوارث في الأرشيف الأسود لتاريخ الكرة المستديرة الذي تؤمه نكبة زيغنشور بالسنغال سنة 1992 وحسرة دورة بوركينافاسو 1998ونكسة طبعة مصر 1986 ففي ظل معطيات أقل ما يقال عنها أنها مريضة والظروف التي أحاطت به صعب علاجها شارك محاربو الصحراء أو قل «مستسلمو الصحراء» في منافسة كأس إفريقيا للأمم 2013 بجنوب إفريقيا بثوب المنتخب الذي لا يقهر، غير أنه في أولى معاركه مع خصوم أقل مستوى منه سقط القناع وسقطت معه هيبة وسمعة المنتخب لدى الناس أجمعين الذين اكتشفوا حقيقة الأمر بأن هذا الفريق لا يصلح لأن يكون سليل منتخب 1982 وحفيد فريق الأفالان. وجه شاحب،لاعبون من كرطون، لا خطة لعب ولاهم يحزنون ومدرب اختلطت عليه الأمور ورئيس الإتحادية قابع في المنصة الشرفية وعقله في إنتخابات «الفاف»... وجمهور لم يفهم شيئا.. كيف لمنتخبين غارقين في مشاكل لا تحصى يتجاوزان الجزائر بترسانة من المحترفين بهذه السهولة. في صورة لم يجد لها الغيورين على الكرة الجزائرية تفسيرا واحدا، ولا على المردود الهزيل للخضر لاسيما أمام منتخب يجهل الكثير منهم موقعه الجغرافي في القارة السمراء ألا وهو الطوغو. إن مهمة المنتخب الوطني بقيادة البوسني وحيد حاليلوزيتش يمكن وصفها بالفاشلة ومخيّبة للآمال ومضيعة للأموال الضخمة التي أنفقت على هذا المنتخب من أجل تشريف ورفع راية الرياضة الأكثر شعبية في الجزائر وبات من الضروري محاسبة المسؤولين على الفشل لأن أموال كبيرة أهدرت لو وظفت في أمور أخرى لأتت بالفائدة المرجوة. وأصبح لزاما إعادة النظر في الكثير من الأمور التي تخص قضية المنتخبات الوطنية، لأن السياسة المنتهجة حاليا أثبتت فشلها على مرّ السنين وآن الأوان لإجراء التغيير على مستوى بعض الهياكل من أجل إعطاء «ديناميكية» جديدة للتسيير لعل وعسى تعود بالفائدة على الرياضة الجزائرية بعدما طار المنتخب الوطني مبكرا من جنوب إفريقيا وطارت معه آمال الجمهور الرياضي الذي تمنى أن يرفع رفقاء فيغولي التحدي ويمثلون الكرة الجزائرية أحسن تمثيل.. لكن هيهات هيهات فالمنتخب زاد من حدّة الآهات لدى الأنصار والمناصرات.