لم نكن دوما في المستوى لم يخف الممثل سيد احمد أفومي أنه وجيله لم يلعبوا الدور المنوط بهم، وأنهم لم يكونوا دوما في المستوى، ولم يقدموا للجيل الشاب الشيء الكثير، مضيفا، في حوار مع ''الخبر''، أنه يفضل التعامل مع هؤلاء ''ولا أريد العمل مع مخرجي جيلي، فليس لدي ما أقول لهم وليس لديهم ما يقولونه لي''. أضحى دور الضابط الفرنسي المتسلط لصيقا بسيد احمد أفومي، فما سر العلاقة التي تجمعكما؟ في حقيقة الأمر، سأكون صادقا معك، لقد مللت من تجسيد هذه الشخصية وأداء تلك الأدوار، لكني أفهم المخرجين لأنهم يرونني مناسبا للقيام بذلك، ربما بسبب تعابير وجهي، إلا أنني أتمنى الخروج من هذه الأدوار إلى أدوار مختلفة تماما، لا يعرفني الناس فيها.. وقد أقول ''باراكات من الكوميسير''. ما الذي دفع بك إلى المشاركة في سلسلة ''طيور الفجر'' التاريخية؟ لقد تمعّنت كثيرا في قراءة السيناريو، ووجدت أنه مكتوب بطريقة ذكية، حيث صوّر شخصية الضابط ''إيف'' كشخص عنصري، ما يتطلب جهدا كبيرا في الأداء والتمثيل، كما أن هذا السيناريو موزون ومضبوط ومريح للممثل. وما شجعني أكثر على قبول الدور، أن السلسلة تصور بقسنطينة التي رغم أنها ليست مسقط رأسي، إلا أنني ترعرعت فيها علميا وثقافيا، حيث درست في دار الطلبة ومعهد بن باديس وعينت كأول مدير لمسرحها الجهوي، وقد كانت فرحتي مزدوجة بعملي في قسنطينة من جهة، ولتشجيع اللامركزية من جهة أخرى. وماذا عن أفومي في دور الضابط ''إيف''؟ أتمنى أن لا يحقد علي جمهوري بعد مشاهدتي في دور الضابط ''إيف''، وأتمنى أن ينجح هذا العمل بالأخص في قسنطينة، فكل الممثلين على حد علمي يخافون الجمهور القسنطيني، فقد كنا نقول إذا نجح أي عمل أولا في قسنطينة، فسينجح في باقي ولايات الوطن. تعاملت مع مخرجين من جيلك وآخرين من الشباب، فأي من الجيلين تفضل؟ العمل مع الشباب يعطي شيئا من الحيوية والتجديد، وأنا فخور بالعمل مع فريق شاب، فهذا الأمر يزيد من طموحاتي من جهة، ومن جهة أخرى، فإن نظرتهم للثورة تختلف عن نظرة الجيل الأول، فهي أذكى وتحمل منظورا أوسع للأحداث.. والحمد لله، حتى الآن عملت مع 4 أجيال ومازلت قادرا على العطاء. لكن عطاءك أضحى محدودا في السنوات الأخيرة؟ لا أريد العمل مع مخرجي جيلي، فليس لدي ما أقول لهم وليس لديهم ما يقولونه لي، وبصراحة الأعمال التي تقدم حاليا لم ترق لي، لأنها ليست في مستوى تطلعات المشاهد الجزائري الذي يعد ناقدا متميزا، وبعض كتاب السيناريو يقدمون كتابات رديئة، قائلين ''نخفض في المستوى كي نكون بمستوى الجمهور''، لكن في الحقيقة جمهورنا مستواه عال، و''لما تحفر الجمهور يحفرك''. وعن أعمالي فأنا لم أنقطع عن الفن، بل كنت دائما مرتبطا بالمسرح والأعمال الدرامية، حتى وإن كان خارج الوطن، فقد جسدت أدوارا عدة في جملة من المسرحيات الفرنسية في نيس. هل بإمكان الجيل الجديد تقديم منتوج أحسن من الذي قدمه الجيل السابق؟ أنا متفائل بهذا الجيل، فرغم معاناته لديه رؤية محترمة ومفيدة للفن، نظرة مختلفة وناقدة، فهم نقاد أشداء ومحقون، فجيلنا لم يمهد لهم الطريق، بل اعتمدوا على أنفسهم، فنحن عملنا، لكن، للأسف، ظروفنا لم تسمح لنا بالقيام بالدور المنوط بنا ولم نكن دائما في المستوى، و''ان شاء الله يسمحولنا''، فالقدماء من جيلي يخافون من الشبان ويغلقون الأبواب خوفا على مكانتهم. باستثناء ''طيور الفجر''، هل من أعمال أخرى؟ لدي دور آخر في حلقة ''الهروب''، ضمن نفس السلسلة التي يخرجها مهدي عبد الحق وينتجها أحمد رياض، إلى جانب مشاركة في فيلم ثوري مع المخرج جعفر قاسم، أواخر جويلية المقبل، إضافة إلى تقمص شخصيات في أعمال مسرحية بفرنسا.