احذر أخي العالم كلّ الحَذر من تدخُّلك بالسياسة ومقارعة الحكام، أو منازلتهم أو التهجّم عليهم، أو ذِكر شيء من مثالبهم أو نقائصهم، فإنّما أنتَ طبيب مُدَاوٍ، ولستَ بقاضٍ حاكم، فانظر إلى الحاكم أنّه أخوك فانْصَحْهُ، أو ابنك فذَكِّرْه، أو أبوك فقدِّره واحترمه. واعْلَم أنّ له البيعة في عنقك فأدِّ له حقّها بالمَوعظة الحسنة والكلمة الطيّبَة والحِكمة الحكيمة، ولا يَغُرَنَّك مَن ذَكَر الحديث الحقّ وأراد به الباطل، وهو قوله صلّى اللّه عليه وسلّم: ''أفضل الجهاد كلمة حقّ عند سلطان جائر''. فالحديث أثبت العندية أن تذهب إليه ولعنده وتجلس معه على بساط البحث والمداولة، مُتّصفًا بالأُنس واللُّطف في مذاكرتك له، عملاً بقوله تعالى: {فَقُولاَ لَهُ قوْلاً لَيِّنًا لعلَّهُ يَتَذَكَّرُ أوْ يَخْشَى}.