الرئيس تبون يثني على جهود مصالح الأمن والدفاع بعد تحرير الرهينة الإسباني    عرقاب يشارك في الاجتماع الخاص بمشروع ممر الهيدروجين الجنوبي    رمضان القادم سيعرف وفرة في مختلف المنتجات الفلاحية    رخروخ يشرف على وضع حيز الخدمة لشطر بطول 14 كلم    انطلاق الطبعة 20 للمسابقة الدولية لجائزة الجزائر لحفظ القرآن وتجويده    المشاركون في جلسات السينما يطالبون بإنشاء نظام تمويل مستدام    تحرير الرعية الاسباني المختطف: رئيس الجمهورية يقدم تشكراته للمصالح الأمنية وإطارات وزارة الدفاع الوطني    الفريق أول شنقريحة يستقبل رئيس قوات الدفاع الشعبية الأوغندية    إشادة واسعة بدور رئيس الجمهورية في قيادة جهود مكافحة الإرهاب في إفريقيا    مجلس الأمة : فوج العمل المكلف بالنظر في مشروعي قانوني الأحزاب السياسية والجمعيات ينهي أشغاله    تحويل ريش الدجاج إلى أسمدة عضوية    الجزائر ستكون مركزا إقليميا لإنتاج الهيدروجين الأخضر    استيراد 63 طنا من اللحوم الحمراء تحسّبا لرمضان    "فتح 476 منصب توظيف في قطاع البريد ودعم التحول الرقمي عبر مراكز المهارات"    61 ألفا ما بين شهيد ومفقود خلال 470 يوم    وزيرة الدولة الفلسطينية تشكر الجزائر نظير جهودها من أجل نصرة القضية    غوتيريش يشكر الجزائر    وحشية الصهاينة.. من غزّة إلى الضفّة    استفزازات متبادلة وفينيسيوس يدخل على الخط    حاج موسى: أحلم باللعب في الدوري الإنجليزي الممتاز    لباح أو بصول لخلافة بن سنوسي    هذا موعد قرعة كأس إفريقيا    إصدار 20500 بطاقة تعريف بيومترية و60 ألف عقد زواج    برنامج خاص لمحو آثار العشرية السوداء    9900 عملية إصلاح للتسرّبات بشبكة المياه    44 سنة منذ تحرير الرهائن الأمريكيين في طهران    لا ننوي وقف الدروس الخصوصية وسنخفّف الحجم الساعي    القلوب تشتاق إلى مكة.. فكيف يكون الوصول إليها؟    مزيان في إيسواتيني    تاريخ العلوم مسارٌ من التفكير وطرح الأسئلة    السينما الجزائرية على أعتاب مرحلة جديدة    "كاماتشو".. ضعيف البنية كبير الهامة    حدائق عمومية "ممنوع" عن العائلة دخولُها    "زيغومار".. "فوسطا".."كلاكو" حلويات من الزمن الجميل    نص القانون المتعلق بحماية ذوي الاحتياجات الخاصة يعزز آليات التكفل بهذه الفئة    تألّق عناصر مديرية الإدارة والمصالح المشتركة لوزارة الدفاع    من 18 إلى 20 فيفري المقبل.. المسابقة الوطنية سيفاكس للقوال والحكواتي    لتفعيل وتوسيع النشاط الثقافي بولاية المدية..قاعة السينما الفنان المرحوم شريف قرطبي تدخل حيز الخدمة    الغاز: بعد استهلاك عالمي قياسي في 2024, الطلب سيستمر في الارتفاع عام 2025    وفد برلماني يتفقد معالم ثقافية وسياحية بتيميمون    دراجات/ طواف موريتانيا: المنتخب الجزائري يشارك في طبعة 2025        كأس الجزائر لكرة القدم سيدات : برنامج مباريات الدور ثمن النهائي    الأمم المتحدة: دخول أكثر من 900 شاحنة مساعدات إنسانية لغزة    شرفة يترأس لقاءا تنسيقيا مع أعضاء الفدرالية الوطنية لمربي الدواجن    شايب يلتقي المحافظة السامية للرقمنة    الاحتلال الصهيوني يشدد إجراءاته العسكرية في أريحا ورام الله والأغوار الشمالية    وزير الأشغال العمومية والمنشآت القاعدية في زيارة عمل وتفقد إلى ولايتي سطيف وجيجل    العدوان الصهيوني على غزة: انتشال جثامين 58 شهيدا من مدينة رفح جنوب القطاع    دومينيك دي فيلبان ينتقد بشدة الحكومة الفرنسية    الجوية الجزائرية: على المسافرين نحو السعودية تقديم شهادة تلقي لقاح الحمى الشوكية رباعي التكافؤ بدءا من ال10 فيفري    الجوية الجزائرية: المسافرون نحو السعودية ملزمون بتقديم شهادة تلقي لقاح الحمى الشوكية رباعي التكافؤ بداية من 10 فبراير    وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ    بلمهدي: هذا موعد أولى رحلات الحج    رقمنة 90 % من ملفات المرضى    كيف تستعد لرمضان من رجب؟    نحو طبع كتاب الأربعين النووية بلغة البرايل    انطلاق قراءة كتاب صحيح البخاري وموطأ الإمام مالك عبر مساجد الوطن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



‮"‬الفتاوى‮ ‬البازية‮ ‬في‮ ‬الرد‮ ‬على‮ ‬سحنوني‮ ‬القيادي‮ ‬في‮ ‬الجبهة‮ ‬الإسلامية‮"‬
نشر في الشروق اليومي يوم 14 - 01 - 2013

بسم‮ ‬الله‮ ‬الرحمن‮ ‬الرحيم‮ ‬وبه‮ ‬استعين‮ ‬وأصلي‮ ‬وأسلم‮ ‬على‮ ‬المبعوث‮ ‬رحمة‮ ‬للعالمين‮ ‬سيدينا‮ ‬محمد‮ ‬بن‮ ‬عبد‮ ‬الله‮ ‬النبي‮ ‬الأمين‮ ‬ولعى‮ ‬إله‮ ‬وصحبه‮ ‬ومن‮ ‬تبعهم‮ ‬بإحسان‮ ‬إلى‮ ‬يوم‮ ‬الدين‮ ‬أما‮ ‬بعد‮:‬
فقد قرأت كلاما في جريدتكم الموقرة لقيادي من الفيس يسمى الهاشمي سحنوني "الحلقة الأولى" ليوم الإثنين الموافق ل 07 جانفي 2013 مفاده أن الشيخ ابن باز قدم له هذا الأخير أسئلة حول ما يجري في الجزائر ولم يجب عليها إلى يوم الناس هذا؟؟ وهذا والله محض افتراء على الشيخ رحمه الله فارتأيت أن أضع بين يدي القراء هذه الفتاوى التي جمعتها من كلامه وأشرطته - رحمه الله- لعلنا نرد بعضا من جميل الشيخ علينا وعلى بلدنا الجزائر لأن كلامه وإخوانه من العلماء السلفيين كان له التأثير الواضح على كثير من المغرر بهم باسم الدين والجهاد المقدس الذي الإسلام منه براء ولكن الظاهر أن الصحفي الذي أجرى معه الحوار كان على حق لما فاجأه بقوله: أنكم لم تكونوا تكترثون لفتاوى العلماء، فأوجه الكلام لذلك القيادي في جبهة الإنقاذ أولا وجميع إخواني القراء فهذه فتاوى الشيخ ابن باز واضحة كوضوح الشمس في رابعة النهار‮ ‬والله‮ ‬المستعان‮ ‬وعليه‮ ‬التكلان‮.‬
أخوكم‮ ‬في‮ ‬الله‮: ‬أبو‮ ‬الخنساء‮ ‬مختار‮ ‬ضمايدة / وادي‮ ‬سوف
فتوى‮ ‬الشيخ‮ ‬عبد‮ ‬العزيز‮ ‬بن‮ ‬عبد‮ ‬الله‮ ‬بن‮ ‬باز‮ ‬رحمه‮ ‬الله مفتي‮ ‬عام‮ ‬المملكة‮ ‬العربية‮ ‬السعودية‮ ‬ورئيس‮ ‬هيئة‮ ‬كبار‮ ‬العلماء‮ ‬ورئيس‮ ‬اللجنة‮ ‬الدائمة‮ ‬للإفتاء فقد‮ ‬سُئل‮ ‬بمكة‮ ‬يوم‮ ‬26‮ ‬من‮ ‬ذي‮ ‬الحجة‮ ‬1414ه‮ ‬‮ ‬وهو‮ ‬مسجل‮ ‬في‮ ‬التوعية‮ ‬الإسلامية‮ ‬‮ ‬عمّا‮ ‬يأتي‮:‬
السؤال‮ ‬الأول‮:‬ ‬
الجماعة‮ ‬الإسلامية‮ ‬المسلّحة‮ ‬بالجزائر‮ ‬قَوَّلَتْكم‮ ‬أنَّكم‮ ‬تؤيّدون‮ ‬ما‮ ‬تقوم‮ ‬به‮ ‬من‮ ‬اغتيالات‮ ‬للشرطة‮ ‬وحمل‮ ‬السّلاح‮ ‬عموماً،‮ ‬هل‮ ‬هذا‮ ‬صحيح؟‮ ‬وما‮ ‬حكم‮ ‬فعلهم‮ ‬مع‮ ‬ذكر‮ ‬ما‮ ‬أمكن‮ ‬من‮ ‬الأدلّة‮ ‬جزاكم‮ ‬الله‮ ‬خيرا؟
الجواب‮ ‬من‮ ‬سماحة‮ ‬الشيخ‮ ‬عبد‮ ‬العزيز‮ ‬بن‮ ‬عبد‮ ‬الله‮ ‬ابن‮ ‬باز: ‬
‮((‬ ‬بسم‮ ‬الله‮ ‬الرحمن‮ ‬الرحيم‮ ‬الحمد‮ ‬لله‮ ‬وصلّى‮ ‬الله‮ ‬وسلّم‮ ‬على‮ ‬رسول‮ ‬الله‮ ‬وعلى‮ ‬آله‮ ‬وأصحابه‮ ‬ومن‮ ‬اهتدى‮ ‬بهداه‮. ‬أما‮ ‬بعد‮:‬
فقد نصحنا إخواننا جميعاً في كل مكان أعني الدّعاة نصحناهم أن يكونوا على علم وعلى بصيرة وأن ينصحوا الناس بالعبارات الحسنة والأسلوب الحسن والموعظة الحسنة وأن يجادلوا بالتي هي أحسن، عملا بقول الله سبحانه: »ادْعُ‮ ‬إِلى‮ ‬سَبِيلِ‮ ‬رَبِّكَ‮ ‬بِالحِكْمَةِ‮ ‬وَالمَوْعِظَةِ‮ ‬الحَسَنَةِ‮ ‬وجَادِلْهُم‮ ‬بِالَّتي‮ ‬هِيَ‮ ‬أَحْسَنُ‮«‬ ‬‮[‬النحل‮ ‬125‮]‬،‮ ‬وقوله‮ ‬سبحانه‮: »‬ولا‮ ‬تُجَادِلُوا‮ ‬أَهْلَ‮ ‬الكِتَابِ‮ ‬إِلاَّ‮ ‬بِالَّتي‮ ‬هِيَ‮ ‬أَحْسَنُ‮ ‬إلاَّ‮ ‬الَّذِينَ‮ ‬ظَلَمُوا‮ ‬مِنْهُم« [العنكبوت 46]، فالله جلّ وعلا أمر العباد بالدعوة إلى الله وأرشدهم إلى الطريقة الحكيمة، وهي الدعوة إلى الله بالحكمة يعني بالعلم: قال الله، قال رسوله، وبالموعظة الحسنة وجدالهم بالتي هي أحسن، عند الشّبهة يحصل الجدال بالتي هي أحسن والأسلوب الحسن حتى تزول الشّبهة‮.‬
وإن‮ ‬كان‮ ‬أحد‮ ‬من‮ ‬الدّعاة‮ ‬في‮ ‬الجزائر ‬قال‮ ‬عنّي‮: ‬قلت‮ ‬لهم‮: ‬يغتالون‮ ‬الشّرطة‮ ‬أو‮ ‬يستعملون‮ ‬السّلاح‮ ‬في‮ ‬الدعوة‮ ‬إلى‮ ‬الله‮ ‬هذا‮ ‬غلط‮ ‬ليس‮ ‬بصحيح‮ ‬بل‮ ‬هو‮ ‬كذب.‬
إنَّما تكون الدعوة بالأسلوب الحسن: قال الله، قال رسوله، بالتّذكير والوعظ والتّرغيب والتّرهيب، هكذا الدعوة إلى الله كما كان النبي عليه الصلاة والسلام وأصحابه في مكّة المكرمة قبل أن يكون لهم سلطان، ما كانوا يَدْعُون الناس بالسّلاح، يدعون الناس بالآيات القرآنية‮ ‬والكلام‮ ‬الطيّب‮ ‬والأسلوب‮ ‬الحسن؛‮ ‬لأنَّ‮ ‬هذا‮ ‬أقرب‮ ‬إلى‮ ‬الصّلاح‮ ‬وأقرب‮ ‬إلى‮ ‬قبول‮ ‬الحق‮.‬
أمَّا الدعوة بالاغتيالات أو بالقتل أو بالضرب فليس هذا من سنّة النبي عليه الصلاة والسلام ولا من سنّة أصحابه، لكن لَمَّا ولاَّه الله المدينة وانتقل إليها مهاجراً كان السّلطان له في المدينة وشرع الله الجهاد وإقامة الحدود، جاهد عليه الصلاة والسلام المشركين وأقام‮ ‬الحدود‮ ‬بعد‮ ‬ما‮ ‬أمر‮ ‬الله‮ ‬بذلك‮.‬
فالدّعاة إلى الله عليهم أن يَدْعُوا إلى الله بالأسلوب الحسن: بالآيات القرآنية والأحاديث النّبوية، وإذ لم تُجدِ الدعوة رفعوا الأمر للسّلطان ونصحوا للسّلطان حتى ينفّذ، السّلطان هو الذي ينفّذ، يرفعون الأمر إليه فينصحونه بأنّ الواجب كذا والواجب كذا حتى يحصل التّعاون بين العلماء وبين الرؤساء من الملوك والأمراء ورؤساء الجمهوريّات، الدّعاة يرفعون الأمر إليهم في الأشياء التي تحتاج إلى فعل: إلى سجن، إلى قتل، إلى إقامة حدّ، وينصحون ولاة الأمور ويوجّهونهم إلى الخير بالأسلوب الحسن والكلام الطيّب، ولهذا قال جلّ وعلا: »ولاَ‮ ‬تُجَادِلُوا‮ ‬أَهْلَ‮ ‬الكِتابِ‮ ‬إلاَّ‮ ‬بِالَّتي‮ ‬هِيَ‮ ‬أَحْسَنُ‮ ‬إِلاَّ‮ ‬الَّذِينَ‮ ‬ظَلَمُوا‮ ‬مِنْهُم‮«‬ ‬‮[‬العنكبوت‮ ‬46‮]‬،‮ ‬فلو‮ ‬ظلم‮ ‬أحد‮ ‬من‮ ‬أهل‮ ‬الكتاب‮ ‬أو‮ ‬غيرهم‮ ‬فعلى‮ ‬وليّ‮ ‬الأمر‮ ‬أن‮ ‬يعامله‮ ‬بما‮ ‬يستحق،‮ ‬أما‮ ‬الدّعاة‮ ‬إلى‮ ‬الله‮ ‬فعليهم‮ ‬بالرّفق‮ ‬والحكمة‮ ‬لقول‮ ‬النبي‮ : »‬إنّ‮ ‬الرّفق‮ ‬لا‮ ‬يكون‮ ‬في‮ ‬شيء‮ ‬إلا‮ ‬زانه‮ ‬ولا‮ ‬يُنزَع‮ ‬من‮ ‬شيء‮ ‬إلا‮ ‬شانه ‬‮«‬،‮ ‬ويقول‮ ‬عليه‮ ‬الصلاة‮ ‬والسلام‮: »‬مَن‮ ‬يُحْرَم‮ ‬الرّفق‮ ‬يحرم‮ ‬الخير‮ ‬كله‮«‬.‬
فعليهم أن يَعِظوا الناس ويذكّروهم بالعذاب والأحاديث ومن كان عنده شبهة يجادلونه بالتي هي أحسن: الآية معناها كذا، الحديث معناه كذا، قال الله كذا، قال رسوله كذا، حتى تزول الشّبهة وحتى يظهر الحق.
هذا‮ ‬هو‮ ‬الواجب‮ ‬على‮ ‬إخواننا‮ ‬في‮ ‬الجزائر وفي غير الجزائر، فالواجب عليهم أن يسلكوا مسلك الرسول عليه الصلاة والسلام حين كان في مكّة والصّحابة كذلك، بالكلام الطيّب والأسلوب الحسن؛ لأنّ السلطان ليس لهم الآن لغيرهم، وعليهم أن يناصحوا السلطان والمسؤولين بالحكمة والكلام الطيب والزّيارات بالنيّة الطيبة حتى‮ ‬يتعاونوا‮ ‬على‮ ‬إقامة‮ ‬أمر‮ ‬الله‮ ‬في‮ ‬أرض‮ ‬الله،‮ ‬وحتى‮ ‬يتعاون‮ ‬الجميع‮ ‬في‮ ‬ردع‮ ‬المجرم‮ ‬وإقامة‮ ‬الحق‮.‬
فالأمراء‮ ‬والرّؤساء‮ ‬عليهم‮ ‬التّنفيذ،‮ ‬والعلماء‮ ‬والدّعاة‮ ‬إلى‮ ‬الله‮ ‬عليهم‮ ‬النصيحة‮ ‬والبلاغ‮ ‬والبيان‮. ‬نسأل‮ ‬الله‮ ‬للجميع‮ ‬الهداية‮)).‬
السؤال‮ ‬الثاني‮:‬
قامت‮ ‬الجماعة‮ ‬الإسلامية‮ ‬المسلّحة‮ ‬بتهديد‮ ‬أئمّة‮ ‬وزارة‮ ‬الشّئون‮ ‬الدينيّة‮ ‬بالجزائر، الذين لا يصرّحون بسبّ الحكّام على المنابر؛ إمّا توقيف صلاة الجماعة والجمعة وإمّا القتل بحجّة أنّه موظّف لدى الطّواغيت، وقد نفّذوا القتل في مجموعة من الأئمّة الذين لم يستجيبوا لهم كما تعطّلت صلاة الجماعة في بعض المدن فما حكم هذا الفعل؟
الجواب‮:‬ ‬‮((‬ما‮ ‬يصلح‮ ‬هذا‮! ‬هذا‮ ‬أيضا‮ ‬غلط، ‬هذا‮ ‬ما‮ ‬يصلح‮! ‬الواجب‮ ‬على‮ ‬الدّعاة‮ ‬أن‮ ‬ينصحوا‮ ‬الناس‮ ‬بالكلام‮ ‬الطيب‮ ‬ينصحوا‮ ‬الخطباء‮ ‬وينصحوا‮ ‬الأئمّة‮ ‬حتى‮ ‬يستعملوا‮ ‬ما‮ ‬شرع‮ ‬الله‮.‬
أمَّا سبّ الأمراء على المنابر فليس من العلاج، فالعلاج الدّعاء لهم بالهداية والتّوفيق وصلاح النّيّة والعمل وصلاح البطانة، هذا هو العلاج،لأنّ سبّهم لا يزيدهم إلا شرّا، لا يزيدهم خيراً، سبّهم ليس من المصلحة، ولكن يُدعَى لهم بالهداية والتّوفيق والصّلاح حتى يقيموا أمر الله في أرض الله وأنّ الله يصلح لهم البطانة أو يبدلهم بخير منهم إذا أبوا، أن يصلحهم أو يبدلهم بخير منهم، أما سبّهم ولعنهم أو سب الشّرطة أو لعنهم أو ضربهم أو ضرب الخطباء كل هذا ليس من الإسلام.
الواجب‮ ‬النصيحة‮ ‬والبلاغ‮ ‬والبيان‮ ‬قال‮ ‬الله‮ ‬جلّ‮ ‬وعلا‮: »‬هذا‮ ‬بَلاَغٌ‮ ‬لِلنَّاسِ‮«‬ ‬‮[‬إبراهيم‮ ‬52‮]‬،‮ ‬فالقرآن‮ ‬بلاغ‮ ‬والسنة‮ ‬بلاغ،‮ ‬قال‮ ‬جلّ‮ ‬وعلا‮: »‬وأُوحِيَ‮ ‬إليّ‮ ‬هذا‮ ‬القرءانُ‮ ‬لأُنْذِرَكم‮ ‬به‮ ‬ومَن‮ ‬بَلَغ‮«‬ ‬‮[‬الأنعام‮ ‬19‮]‬،‮ ‬قال‮ ‬جلّ‮ ‬وعلا‮: »‬وأَنذِرِ‮ ‬الناّسَ‮«‬ ‬‮[‬إبراهيم‮ ‬44‮]‬،‮ »‬إِنَّمَا‮ ‬أَنتَ‮ ‬نَذِيرٌ‮ ‬واللهُ‮ ‬عَلَى‮ ‬كُلِّ‮ ‬شَيْءٍ‮ ‬وَكِيلٌ‮«‬ ‬‮[‬هود‮ ‬12‮].‬
فالعلماء هم خلفاء الرّسل، ينذرون الناس ويحذّرونهم من عقاب الله، ويرشدونهم إلى طاعة الله، ويأمرونهم بتقوى الله، ويحذّرونهم من معاصي الله، وينصحون ولاة الأمور من الأمراء وغيرهم، ينصحونهم، يوجّهونهم إلى الخير ويَدْعُون لهم بالهداية؛ لأنّ هذا أقرب إلى النّجاح وأقرب‮ ‬إلى‮ ‬الخير‮ ‬حتى‮ ‬تنتشر‮ ‬الدعوة،‮ ‬وحتى‮ ‬يتفقّه‮ ‬الناس‮ ‬في‮ ‬الدين،‮ ‬وحتى‮ ‬يعلموا‮ ‬أحكام‮ ‬الله‮.‬
أما‮ ‬إذا‮ ‬عُوملوا‮ ‬بالضّرب‮ ‬أو‮ ‬بالوعيد‮ ‬للخطباء‮ ‬وغيرهم‮ ‬كان‮ ‬هذا‮ ‬من‮ ‬أسباب‮ ‬ظهور‮ ‬الشّرّ‮ ‬وكثرة‮ ‬الشّرِّ‮ ‬وقلَّة‮ ‬الخير‮. ‬لا‮ ‬حول‮ ‬ولا‮ ‬قوّة‮ ‬إلا‮ ‬بالله‮. ‬نعم؟‮)).‬
السؤال‮ ‬الثّالث‮:‬
كما‮ ‬قامت‮ ‬هذه‮ ‬الجماعة‮ ‬بقتل‮ ‬بعض‮ ‬النساء‮ ‬اللاّئي‮ ‬أبين‮ ‬ارتداء‮ ‬الحجاب،‮ ‬فهل‮ ‬يسوغ‮ ‬لهم‮ ‬هذا؟
الجواب‮:‬ ((هذا أيضا غلط، لا يسوغ لهم هذا، الواجب النصيحة، النصيحة للنّساء حتى يحتجبن، والنصيحة لمن ترك الصلاة حتى يصلّي، والنصيحة لمن يأكل الرّبا حتى يدع الرّبا، والنصيحة لِمَن يتعاطى الزّنى حتى يَدَع الزّنى، والنصيحة لمن يتعاطى شرب الخمر حتى يدع شرب الخمر، كلٌّ يُنصح،‮ ‬ينصحون‮: ‬قال‮ ‬الله‮ ‬وقال‮ ‬رسوله‮: ‬بالآيات‮ ‬القرآنيّة‮ ‬والأحاديث‮ ‬النبوية،‮ ‬ويحذّرونهم‮ ‬من‮ ‬غضب‮ ‬الله‮ ‬ومن‮ ‬عذاب‮ ‬يوم‮ ‬القيامة‮.‬
أما الضّرب أو القتل أو غير ذلك من أنواع الأذى فلا يصلح للدّعاة، هذا ينفّر من الدعوة، ولكن على الدّعاة أن يتحلّوا بالحلم والصبر والتّحمّل والكلام الطيب في المساجد وفي غيرها حتى يكثر أهل الخير ويقلّ أهل الشّرّ، حتى ينتفع الناس بالدعوة ويستجيبوا)).
السؤال‮ ‬الأخير‮:‬
يا‮ ‬شيخ‮! ‬سؤال‮ ‬أخير‮ ‬‮ ‬بارك‮ ‬الله‮ ‬فيكم‮ ‬‮: ‬لعلّ‮ ‬بعض‮ ‬الإخوة‮ ‬مِمَّن‮ ‬يَميل‮ ‬إلى‮ ‬السلفية‮ ‬ويحبّ‮ ‬العلماء‮ ‬يصغي‮ ‬إلى‮ ‬كلام‮ ‬العلماء،‮ ‬فماذا‮ ‬تنصحون‮ ‬من‮ ‬تورّط‮ ‬في‮ ‬هذه‮ ‬الاغتيالات‮ ‬أو‮ ‬شيء‮ ‬من‮ ‬هذا‮ ‬يا‮ ‬شيخ؟
الجواب‮:‬ ((أنصحهم بالتوبة إلى الله وأن يلتزموا الطريقة التي سار عليها السّلف الصّالِح بالدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن، الله يقول: »ومَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّن دَعَا إلى اللهِ وعَمِلَ صَالِحاً« [فصلت 33]، فلا يوَرّطون أنفسهم في أعمال تسبّب التّضييق على الدعوة وإيذاء الدّعاة وقلّة العلم، لكن إذا كانت الدعوة بالكلام الطيب والأسلوب الحسن كثر الدّعاة وانتفع الناس بهم، وسمعوا كلامهم واستفادوا منهم وحصل في المساجد وفي غير المساجد الحلقات العلميّة والمواعظ الكثيرة حتى ينتفع النّاس.
الله‮ ‬يهدي‮ ‬الجميع،‮ ‬نسأل‮ ‬الله‮ ‬للجميع‮ ‬الهداية‮ ‬والتّوفيق‮ ))


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.