اتّسعت مؤخرا أزمة استمرار انعدام غاز أوكسيد الإيتيلان في كامل القطر الوطني، مُهددة عددا كبيرا من المرضى بالخطر، حيث تجاوز المشكل ندرة الحقن ليشمل كل الوسائل والنشاطات الطبية والجراحية التي تستوجب التعقيم المسبق، والتي أصبحت قاب قوسين أو أدنى من التعطل التام في كل المؤسسات الاستشفائية والقطاعات الصحية. بدأت مشكلة انعدام غاز أوكسيد الإيتيلان المتأتية بفعل توقيف نشاط مؤسسة ''ليند غاز'' الجزائرية الألمانية، تأخذ أبعادا خطيرة في ضوء انعكاساتها المباشرة على الصحة العمومية، وبشكل خاص على المؤسسات الاستشفائية والمرافق الصحية العمومية والخاصة، حيث أكدت مصادر مطلعة بأن انعدام هذا الغاز الأساسي في التعقيم يستمر منذ قرار توقيف نشاط المؤسسة المنتجة لاعتبارات وتحفظات إدارية منذ عدة أشهر مضت، ما أفضى إلى نفاد جل الكميات المتوفرة في أغلب المستشفيات بفعل استعمال هذا الغاز في عمليات التعقيم الإلزامية. وحسب العديد من الصيادلة الذين تحدثت معهم ''الخبر'' أمس، فإن الحقن أصبحت تباع ب''المعريفة''، وذلك لندرتها الحادة، بالرغم من أن أحد المنتجين أوضح بأن لديه خمسة ملايين حقنة جاهزة تنتظر فقط التعقيم عن طريق الغاز المفقود لتنزل إلى السوق، محذرين من تداعيات استمرار هذه الوضعية، في حين أوضحت ذات المصادر بأن أكبر التأثيرات يتحملها المرضى القابعون في المستشفيات الذين تستدعي حالاتهم الخضوع لبعض التدخلات التي تستوجب التعقيم على غرار المحتاجين إلى الحقن بالمصل (السيروم)، وكذا آلاف المرضى من المصابين بالقصور الكلوي، باعتبار أن حصص تصفية الدم التي يخضعون لها بمعدل ثلاث مرات في الأسبوع تستلزم إجباريا هذا الغاز الذي تحول إلى مادة نادرة بين عشية وضحاها، إثر القرار الذي اتخذته الجهات المسؤولة على مستوى منطقة الرويبة مكان تواجد مصنع ''ليند غاز''. وأمام هذا الوضع المتأزم، استدعت وزارة الصحة مسؤولي مؤسسة ''ليند غاز'' لعقد لقاء طارئ، جرت أطواره يوم السبت، وذلك لحساسية المشكل، حيث نشط اللقاء رئيس الديوان ومدير الصيدلة على مستوى الوزارة، وانتهى، حسب السيدة حموم، مسؤولة التسويق على مستوى مؤسسة ''ليند غاز''، بتفهم الوزارة للمشكل وتعهدها بإيجاد حلول عملية في أقرب الآجال.