قال مصدر طبي إن تحسن مخزون اللقاحات لم يدم سوى أشهر قليلة، وبالضبط خلال الفترة الممتدة ما بين شهري أوت وديسمبر من السنة الماضية، لتعود الأمور إلى الوضع الذي عرفته الجزائر طيلة سنوات خلت. وأشار المصدر ذاته إلى أن ''الندرة تمس مختلف أنواع اللقاحات، وسجل هذه المرة نقص كبير في لقاح الثلاثة أشهر، وأيضا اللقاح المضاد لالتهاب الكبد الفيروسي الموجه للرضع، مباشرة بعد ولادتهم''. حسب المتحدث، فإن المسؤولية يتحمّلها معهد باستور، حيث قال: ''استبشرنا خيرا بعد قيام المعهد بتوفير كميات هامة من اللقاح في السداسي الثاني من السنة الماضية، غير أن الأمور تأزمت مرة أخرى مع مطلع العام الجاري. وحسب بعض ما تلقيناه من معلومات، يكون الأمر مرتبطا بإبرام صفقات مع العام الجديد، وهو ما أحدث اضطرابا في الديناميكية الجديدة لاستيراد اللقاحات، لكن هذا لا يبرّر ما يحدث في العديد من مؤسسات الصحة الجوارية من ندرة''. من جهته، رفض مصدر مسؤول بمعهد باستور التهمة، قائلا: ''كيف تفسرون أن العديد من المؤسسات الجوارية تتوفر على كل أنواع اللقاحات، ويمكنكم التأكد من ذلك بأنفسكم''. وحمّل المسؤولية لمديري المستشفيات، حيث قال: ''يجب أن تعلموا أن طلبيات اللقاحات يقدّمها مديرو المستشفيات، الذين يقومون بعدها بتوزيعها على مؤسسات الصحة الجوارية التابعة لقطاعهم، وهنا مربط الفرس، إذ أثبت العديد من هؤلاء المديرين عجزهم عن تسيير المخزون وتوزيعه بالعدل على مختلف المؤسسات الجوارية التي تباشر عملية التلقيح''. من جهة أخرى، تشهد مختلف المرافق الصحية والمؤسسات الاستشفائية والصيدليات أزمة حادّة في الحقن، وبالتحديد ذات الاستعمال الواسع من فئة 5 مللتر، بفعل انعدام أوكسيد الإيتيلان الذي يستعمل في تعقيم الحقن قبل تسويقها. وتحوّلت الحقن، هذه الأيام، إلى مادة نادرة على المستوى الوطني، بسبب توقف تسويقها منذ أكثر من شهرين من قبل المؤسسات المنتجة، إثر الأزمة الحادّة التي طالت غاز أوكسيد الإيتيلان، حيث يجد المواطنون صعوبات جمّة في اقتنائها لدى الصيدليات، الأمر الذي يتهدّد برامجهم العلاجية، في حين يلجأ البعض إلى استعمال بدائل أخرى، مثل الحقن الصغيرة من فئة 5,2 مللتر، في انتظار انفراج الأزمة. وحسب مصادر مطلعة، فإن مخزون الحقن المتوفر في السوق تم استنفاده بشكل شبه كامل، ما يؤشر إلى أزمة كبيرة، في حال عدم تدخل السلطات الوصية لاتخاذ إجراءات مستعجلة كفيلة بإعادة الأمور إلى نصابها في أقرب الآجال، مشدّدة على الآثار الكبيرة التي نجمت عن انعدام غاز أوكسيد الإيتيلان، على ضوء وجود ملايين الحقن التي تم إنتاجها ويتعذر تسويقها منذ عدة أسابيع، نتيجة عدم خضوعها للتعقيم الإجباري. ويعود أصل المشكل، حسب المعلومات التي استقتها ''الخبر''، أمس، من لدن مسؤولي إحدى شركات إنتاج الحقن، إلى الإجراء الذي اتخذ، مؤخرا، في حق مؤسسة ''ليند غاز''، المنتجة الوحيدة لغاز أوكسيد الإيتيلان في الجزائر، حيث تم منعها من النشاط إلى حين استصدار الرخصة المطلوبة وتسوية الوضعية الإدارية المؤاخذة على الشركة، ما أفضى إلى أزمة حادّة في هذه الحقن بدأت تشتد آثارها مع مرور الوقت. وقد تم إخطار وزارة الصحة بالوضعية الحرجة، بموجب مراسلات تلقتها من بعض المؤسسات المنتجة.