استجابت الجمعيات العامة للاتحاديات الرياضية لدعوة وزير الشباب والرياضة، محمد تهمي، لانتخاب رؤساء جدد على رأس الاتحاديات، بمناسبة تجديد الهياكل الرياضية على مستوى الاتحاديات، بدعوى أن العهدة الأولمبية الأخيرة، شهدت سوء تسيير، كما عرفت نتائج فنية لا ترقى إلى مستوى التوقعات. عقدت عشر اتحاديات رياضية جمعياتها العامة الانتخابية، منذ انطلاق عملية تجديد الهياكل، مطلع شهر فيفري الجاري. وعرفت سبع اتحاديات من أصل عشرة، انتخاب رؤساء جدد، ويتعلق الأمر باتحاديات الشطرنج والكيك بوكسينغ والتجذيف والألواح الشراعية والتنس والرياضات الهوائية ورفع الأثقال، فيما جددت الثقة في الرؤساء السابقين لثلاث اتحاديات، ويتعلق الأمر باتحاديات الرياضة للجميع والرياضة والعمل والرياضات الميكانيكية. في المقابل، لم تبلغ أشغال الجمعية العامة الانتخابية لاتحادية للجيدو التي كان مقررا إجراؤها الجمعة الماضية، نهايتها، بسبب الفوضى التي استحال معها مواصلة العملية الانتخابية. وفي قراءة أولية لنتائج العملية الانتخابية التي تعرفها الاتحاديات، تم تسجيل رغبة الجمعيات العامة في التغيير على مستوى مناصب المسؤولية في الاتحاديات التي فضحت مفتشية الوزارة سوء تسييرها ومعها اضطرت إلى تكليف المفتشية العامة للمالية بفحص الحسابات المالية لعدد من الاتحاديات، بعد ثبوت وجود ثغرات مالية تستدعي اللجوء إلى خبرة المفتشية العامة للمالية لتأكيد نتائجها واتخاذ الإجراءات القانونية بعدها. ووقفت مصالح التفتيش الوزارية على عدة حقائق فاجأتها، مثلما كان عليه الحال بالنسبة لاتحادية كرة اليد، التي كانت محل تفتيش دقيق لحساباتها من قبل المفتشية العامة للمالية، وهو التفتيش الذي يرجح أن ينتهي برفع دعوى قضائية ضد الاتحاديات المتورطة، بعدما نفضت الوزارة يديها من الملف. والمفاجأة الكبيرة أيضا، تمثلت في معاينة خلل بين الأموال الطائلة التي حصلت عليها الاتحاديات في السنوات الأربعة الماضية، فيما كانت نتائج المشاركة الجزائرية في مختلف الدورات الرسمية، متواضعة، مثلما كان عليه الحال في الألعاب الإفريقية والعربية والأولمبية، إلى جانب فضيحة المنشطات التي ظلت ''طابو'' في الوسط الرياضي، قبل أن يكتشف الرأي العام حجم انتشارها وسط الرياضيين الجزائريين في أغلب الرياضات. وتبقى تزكية ترشيح الرؤساء المنتهية عهدتهم وأيضا أعضاء المكاتب الفيدرالية، تحت رحمة التقارير التي أعدتها مصالح وزارة الشباب والرياضة، بعد فحص تسييرهم عند مرور فرقها على مقرات الاتحاديات التي تحولت مع مرور الوقت إلى شبه مملكات صغيرة، يتنافس فيها المنتخبون على الأسفار إلى الخارج وقضاء مصالحهم الشخصية باستغلال مناصبهم في الاتحاديات للتقرب من المسؤولين المحليين. ووصل الأمر ببعض المنتخبين، إلى الافراط في استعمال أموال الدولة بتبديدها وتعمّد صرفها قبل انتهاء عهدتهم الانتخابية. كما لم يخل تسيير الاتحاديات من الصراعات والخلافات وسط تواضع النقاشات في المكاتب الفيدرالية، لافتقار المنتخبين للمستوى الثقافي الذي يسمح لهم بتشريح وتحليل القضايا المطروحة وتصوّر الحلول لها، خاصة ما تعلق بتحديد مجالات صرف الملايير التي استفادت منها الاتحاديات، سواء تعلق الأمر بإعانات الدولة أو مساهمات ''السبونسورينغ''، وسط استفهام كبير حول خلفيات اعتماد ترشيح هؤلاء، في العهدة الأخيرة، في حين أنهم يفتقدون إلى أدنى الكفاءات التي لاتسمح لهم حتى بتسيير أجورهم.