الخارجية الفرنسية تدعو الفرنسيين المتواجدين في أقصى شمال الكاميرون لمغادرة المنطقة في أسرع وقت وصف الرئيس الفرنسي خطف سبعة فرنسيين، بينهم أربعة أطفال، بالعمل ''البغيض''، بينما رجح وزير الدفاع الفرنسي، جون إيف لودريان، وقوف تنظيم ''بوكو حرام'' وراء عملية الاختطاف التي وقعت، أول أمس، في محمية طبيعية مشهورة للحيوانات في أقصى شمال الكاميرون، على الحدود مع نيجيريا. وفتح القضاء الفرنسي تحقيقا أوليا في عملية الاختطاف من قبل جمعية أشرار على علاقة بخلية إرهابية. استبعد وزير الدفاع الفرنسي وجود صلة لهذه العملية مع الحرب في مالي، مشيرا: ''إلى غاية الآن لا توجد صلة، لكن الطريقة هي نفسها التي تمارس من قبل هذه الجماعات المتطرفة التي لها نفس الطرق سواء في مالي أو في الصومال أو في نيجيريا''. لكن صحيفة ''نيويورك تايمز'' الأمريكية قالت، في عددها الصادر أمس الأربعاء، إن عملية اختطاف مواطنين فرنسيين جزء من تداعيات واسعة النطاق للتدخل العسكري الفرنسي ضد الجماعات المسلحة في شمال مالي. ولم يتبن تنظيم ''بوكو حرام'' عملية الاختطاف إلى غاية الآن. وتعد عملية اختطاف الرهائن الفرنسيين الأولى من نوعها منذ شن فرنسا للحرب في مالي في 11 جانفي الفارط، لتحرير مدن شمال مالي من سيطرة الحركات الإسلامية المسلحة، وهو ما يرفع عدد الرهائن الفرنسيين الإجمالي إلى 15 رهينة في الساحل، منهم 6 لدى تنظيم القاعدة. وقالت الناطقة باسم الحكومة، نجاة فالو بلقاسم، إنه ''لأول مرة يختطف الأطفال، وسنبذل كل الجهود مع السلطات الكاميرونية والنيجيرية من أجل العثور على الرعايا الفرنسيين المختطفين''. ودعت وزارة الخارجية الفرنسية، أمس، الرعايا الفرنسيين المتواجدين حاليا في أقصى شمال الكاميرون، إلى التوجه إلى مكان آمن ومغادرة المنطقة في أسرع وقت، وذلك في رد فعلها على خطف سبعة سياح فرنسيين. وقالت الوزارة، في تعليماتها إلى المسافرين، إنه ''نظرا إلى عمليات الخطف هذه، ينصح بعدم التوجه إلى منطقة أقصى شمال الكاميرون والحدود مع نيجيريا حتى إشعار آخر''. وكانت الحكومة الكاميرونية قد أعلنت، أول أمس، أن السياح الفرنسيين السبعة اجتازوا مع خاطفيهم حدود نيجيريا المجاورة. وبخصوص مجريات العملية العسكرية في مالي، أكد وزير الدفاع الفرنسي، جون إيف لودريان، مقتل 25 إرهابيا، وقال إن المرحلة النهائية للعملية العسكرية الجارية في جبال أدرار، في سلسة جبال إيفوغاس بشمال مالي: ''ستستغرق بعض الوقت''. وصرح لودريان لقناة ''فرانس ''2 أن ''الأمر يتعلق بالمرحلة النهائية لتحرير مالي في انتظار تسليم المسؤولية من القوات الفرنسية إلى القوات الإفريقية المشتركة''. وقال إن ''تلك العملية قد تستغرق بعض الأسابيع وليس وقتا طويلا''، مشددا على ''ضرورة تأمين هذا الإقليم وهنا ستنتهى مهمتنا''، في إشارة إلى التدخل العسكري الفرنسي في مالي الذي بدأ في ال11 جانفي الماضى. واعترف الوزير بأن ''تلك المرحلة تعد الأصعب في العملية الفرنسية في مالي، إذ أنه لابد من مواجهة المسلحين وجميع العصابات الموجودة في المنطقة التي تعد ملاذا إرهابيا''. وذكر لودريان بأن ''العناصر الأكثر أصولية والأكثر قوة والأكثر تنظيما تتواجد في تلك المنطقة من شمال مالي، وأن القتال فيها هو الأعنف''. وحسب لودريان، فإن انسحاب القوات الفرنسية من مالي ما هو إلا ''مسألة أسابيع''، وأنه لا يحدد تاريخ لذلك، معربا بأن ''الوحدات الأولى ستعود بسرعة''، قبل أن يستطرد بأن ''انسحاب القوات الفرنسية يتوقف على الانتشار الفعال للقوات الإفريقية المشتركة فى شمال مالي، والتي ليست حاليا في وضع يسمح بتسلم المسؤولية من القوات الفرنسية''.