شرعت مصالح المخابرات الفرنسية، بمعية نظيرتها الأمريكية ''سي أي أي''، في استجواب سجناء ''جهاديين '' تمكنت القوات المالية والإفريقية والفرنسية من توقيفهم في العملية العسكرية ''سرفال''، الدائرة ضد الجماعات المسلحة في شمال مالي. وأفادت وكالة نواقشوط للأنباء، نقلا عن مصدر أمني مطلع، أن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية أرسلت مجموعة من المحققين الذين يعملون على ملاحقة فروع تنظيم القاعدة الدولي، للتحقيق مع مجموعة من السجناء السلفيين الموجودين رهن الاحتجاز في سجون تديرها القوات المالية والإفريقية والفرنسية في مالي. وحسب المصدر نفسه، فإن القوات المتحالفة تحتجز أكثر من 200 سجين، أغلبهم مقاتلون عاديون في منظمات القاعدة وأنصار الدين والتوحيد والجهاد. يحدث هذا في وقت لم تعلن القوات المالية والفرنسية عن أي حصيلة، منذ بداية العملية العسكرية يوم 11 جانفي الفارط، بشأن عدد القتلى أو الموقوفين في صفوف عناصر الحركات المسلحة، ويكون مرد ذلك لرغبة عناصر المخابرات لهذه الدول الاستفادة من المعلومات التي بحوزة العناصر المسلحة المحتجزة، قبل تمكّن التنظيمات التابعين لها من تغيير استراتيجيتها التنظيمية. وكشفت المصادر ذاتها أن من بين السجناء الموقوفين ''من يشغل مناصب قيادية في المنظمات الإرهابية بالمنطقة''. واستنادا للمصادر نفسها، فإنه ''تم نقل أغلب السجناء المهمين إلى سجن عسكري خاص تديره قوات مالية، تحت إشراف فرنسي في العاصمة باماكو''. وفيما يشتغل عناصر المخابرات الفرنسية، على وجه الخصوص، عن معلومات بشأن مصير الرهان الفرنسيين من عمال شركة ''أريفا'' المحتجزين لدى القاعدة في الساحل، يبحث ضباط وكالة ''سي أي أي'' مع أولئك السجناء عن معلومات حول قيادات القاعدة والتوحيد والجهاد وأنصار الدين، بالإضافة إلى العلاقات الخارجية لهذه التنظيمات ومصادر الأسلحة ومصادر التمويل وغيرها. ونقلت وكالة ''ونا''، عن مصدر أمني، أن ''ضباط فرنسيين، يتحدثون اللغة العربية، يقومون، دوريا، بالتحقيق مع أي معتقل لدى القوات المالية أو الإفريقية للوصول إلى هويته الحقيقية''. وقال رئيس المركز الدولي للدراسات الإستراتيجية في بريطانيا، فرانسوا هيسبورغ، إن الصراع في مالي يعتبر ''أكبر معركة استخبارات من هذا النوع على الإطلاق تستلّمها فرنسا، بسبب اتساع رقعة هذا البلد الإفريقي (مالي)، وهذا يظهر الحاجة الملحة للاستثمار في وسائل الرصد''، وبرأيه، فإن تركيز الاستثمار في قدرات الذكاء ''ضروري للغاية''.