حوادث المرور كلفت الخزينة 40 ألف مليار ارتفع عدد الحواجز المرورية المقامة من قبل المديرية العامة للأمن الوطني عبر الطرقات، إلى أكثر من 19 ألف حاجز أمني، ليصل عددها في السنة الماضية إلى أزيد من 163 ألف حاجز، ومعلوم أنّ هذه الحواجز تعد السبب الرئيسي وراء الاختناقات المرورية في الطرق الرئيسية والثانوية، التي يضيّع فيها الجزائريون نصف حياتهم، وفرضت عليهم حصارا تاما. نظّمت خلية الاتصال للمديرية العامة للأمن الوطني، أمس، ندوة خصصّتها للوقاية الجوارية في الوسط الحضري بمناسبة برنامج ''سنة الجزائر'' بقصر المعارض في العاصمة، تطرق خلالها المشاركون من إطارات الأمن والمنظمة الوطنية لجمعيات رعاية الشباب، إلى المشاريع المسطّرة في مجال الوقاية الجوارية من خلال إبراز مؤشرات ساعدت في انخفاض معدلات الجريمة بأنواعها وظاهرة اختطاف الأطفال وعدد حوادث المرور. وجاء تدخل رئيس المنظمة الوطنية لجمعيات رعاية الشباب عبد الكريم عبيدات، في البداية باعتباره ضيف ''منتدى الأمن الوطني''، حيث تطرّق إلى البرنامج التحسيسي والتوعوي من خلال التقرب من المواطنين، لاسيما منهم الشباب بهدف تحذيرهم من خطر الآفات الاجتماعية التي تنامت بشكل خطير في المجتمع الجزائري، وبأكثر حدة في الوسط المدرسي. وكشف المتحدث قضية خطيرة شدت انتباه ضيوف المنتدى، تتمثل في سيطرة منحرفين على مدارس لترويج الأقراص المهلوسة باستغلال علب الحلوى من نوع ''تيك.تاك'' بعد إفراغها وملئها بحبات الهلوسة، وهو حال فتاة سقطت في يد عصابة وأجبرت على بيعها داخل حرم المؤسسة التربوية. من جانبها، قالت عميد أول للشرطة، خيرة مسعودان، إن أرقام جنوح الأحداث في تراجع مستمر نظرا لتعزيز فرق حماية الأحداث المقدرة ب50 فرقة عبر الوطن، حيث تراجع عدد جنوح الأحداث سنة 2012 إلى 5788 حالة بعدما كان في 2002 أكثر من 12 ألف حالة، لكن ذات المتحدث أشار إلى رقم خطير يتعلق بارتكاب 17 طفل جرائم قتل في السنة الماضية، ولأول مرة يتم تسجيل حوادث اعتداء ضد الأصول من طرف أطفال. من جهته، استعرض نائب مدير الوقاية والأمن المروري في المديرية العامة للأمن الوطني، عميد أول للشرطة، محمد طاطاشاك، حصيلة هيئته فيما يتعلق بحوادث المرور وطرق الوقاية منها. لكن مداخلة إطار الأمن الوطني لفتت إلى نقطتين في غاية الأهمية والحساسية، أولها عدد الحواجز المرورية المقامة بصفة ثابتة ودورية عبر الطرقات في ولايات الوطن، حيث وصل عددها سنة 2012 إلى 163997 حاجز أمني، بارتفاع وصل إلى 19534 عن السنة التي سبقتها. ومعلوم أن هذه الحواجز تقف وراء الاختناقات المرورية التي يضيّع فيها الجزائريون نصف حياتهم وتسبب لهم أمراض نفسية وعصبية، ثاني نقطة هي التكلفة المالية التي خلفتها حوادث المرور خلال العام الماضي، فقدرت بأكثر من 40 ألف مليار سنتيم، وهو مبلغ يساوي ميزانية وزارة سيادية في الحكومة، وأحيانا يفوق ميزانية وزارتين.